حلّقت طائرة "بيرقدار تي بي 2" المسيّرة المسلحة، التي تنتجها شركة بايكار تكنولوجي، لأول مرّة منذ 8 سنوات اليوم في 29 أبريل 2014.
دخلت المسيّرة، والتي تعد أول مسيّرة مسلّحة تركية الصنع، مخزون القوات المسلّحة التركية لأول مرة في عام 2014.
ولعبت المسيرة التركية "بيرقدار" دوراً هاما في المعارك التي خاضتها تركيا ضد التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، ولا سيما خلال عمليتي "درع الفرات"، وغصن الزيتون" شمالي سوريا، فضلا عن نجاحاتها في ليبيا وأذربيجان.
المسيرة "بيرقدار تي بي 2":
بدأت تركيا المرحلة الأولى من تطوير نموذج الطائرة المسيرة "بيرقدار تي بي 2" عام 2007، وانتهى النموذج الأولي للطائرة، في حزيران/يونيو 2009.
بحلول كانون الأول/ديسمبر 2011، بدأت تركيا بتطوير المرحلة الثانية والإنتاج، وانطلقت المرحلة الثانية، في كانون الثاني/يناير 2012.
أجريت أولى تجارب الطيران، في 29 نيسان/أبريل 2014، وسلمت أول 6 طائرات للقوات البرية التركية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
وفي حزيران/يونيو 2015، تم تسليم 6 طائرات أخرى للقوات البرية، لتدخل الطائرة الخدمة رسميا في القوات التركية منذ ذلك الحين، بحسب ما ذكره تقرير لوكالة أنباء تركيا.
وفيما يتعلق بالميزات الأساسية للمسيرة التركية "بيرقدار"، فإن نظامها تتكون من 6 مركبات جوية (طائرات) ومحطتين أرضيتين للتحكم والسيطرة، و3 محطات للبيانات الأرضية، ومحطتين للفيديو، إضافة إلى معدات للدعم الأرضي.
"بيرقدار" التي تصنف ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم)، يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفا إلى 27 ألف قدم) نحو 8 آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كغ، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة.
وتتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار، إلى جانب قدرتها على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء.
كما أن المسيرة التركية قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.
ومطلع نيسان/أبريل الجاري، أشادت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، بالطائرات المسيرة التركية وبالتفوق الجوي الذي حققته خلال الحراب الدائرة بين الجيش الأذربيجاني والأرميني، مؤكدة أن تلك الطائرات ستجعل الدول المتقدمة تُعيد تنظيم تكتيكاتها الحربية.
يذكر أن المسيرات التركية لعبت دورا بارزا في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، بعد أن حققت نجاحا وسمعة كبيرة في العمليات العسكرية التي جرى استخدامها فيها، وذلك في إطار النقلة التكنولوجية المتقدمة التي حققتها تركيا بالانتقال من بلد مستورد للاحتياجات العسكرية إلى بلد مصدّر لها.
وعقب معارك إقليم "قره باغ" بين أذربيجان وأرمينيا والدور الرئيسي الذي لعبته "بيرقدار" خلالها، وصفت إحدى كبريات الصحف الروسية المسيرة التركية بأنها "فاتحة قرة باغ"، في إشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته المسيّرات التركية التي استخدمها الجيش الأذربيجاني في حسم الحرب، وإلحاق هزيمة واسعة بالقوات الأرمينية التي أُجبرت على إنهاء احتلالها لإقليم قرة باغ عقب تدمير مئات العربات والمصفحات والأنظمة الدفاعية بواسطة المسيّرات التركية.
وتُستخدم الطائرة المسيرة حالياً من قبل الجيش، وقوات حرس الحدود، والأمن وجهاز الاستخبارات في تركيا، إلى جانب استخدامها في بلدان أخرى مثل أذربيجان وقطر وأوكرانيا.
وتواصل "بايكار" تطوير قدرات ومهارات "بيرقدار" القتالية والاستطلاعية. وفي هذا الإطار، نجحت النسخة المسلحة من المسيرة التركية، أواخر العام الماضي، في أول اختبار إطلاق صاروخ لها، باستخدام نظام الاستطلاع والمراقبة والاستهداف الكهروضوئي "كاتس" الذي طورته شركة أسيلسان التركية.
وبينما تبلغ تكلفة طائرة أميركية واحدة من طراز "ريبر" 16 مليون دولار، تبلغ تكلفة "بيرقدار" التركية ستة ملايين دولار فقط، الأمر الذي يتيح للدول الأقل ثراء إمكانية تحدي القوى العسكرية الكبرى عبر قدرتها على شراء هذا النوع من المسيرات.
وفي الوقت الراهن، تمتلك قلة قليلة من الدول طائرات مسيرة مسلحة، من بينها فرنسا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.