أصبح استغلال الفضاء الخارجي عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الدفاع لكل دولة، وذلك من خلال أهميته المتزايدة في مختلف المجالات ومنها بكل تأكيد الدفاع والأمن، حيث يشهد منافسة دولية محتدمة في ظل تعدد استخداماته العسكرية. توفر الأصول الفضائية قدرات مهمة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR).
تتيح الأقمار الصناعية المجهزة بأجهزة استشعار متقدمة المراقبة في الوقت الحقيقي للتهديدات المحتملة، بما في ذلك إطلاق الصواريخ، وتحركات القوات، والأنشطة المشبوهة، وتسهل القيادة والسيطرة العالمية على القوات العسكرية، مما يضمن النشر والتنسيق السريع. تعمل المعلومات الدقيقة وفي الوقت المناسب على تعزيز الوعي الظرفي، مما يتيح اتخاذ قرارات فعالة والاستجابات السريعة للتهديدات الناشئة.
كما أن أنظمة الاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية اصبح وسيلة لا غنى عنها في الاتصالات العسكرية، حيث تزداد أهمية تقنياتها المستخدمة في تأمين اتصالات الصوت والفيديو والبيانات لتحسين الوعي الظرفي بالأوضاع وتعزيز عملية صنع القرار. ومع تقدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية، أصبحت القوات العسكرية الآن قادرة على تحديد وتتبع التهديدات في الوقت الحقيقي، مما يمكنها من الاستجابة بسرعة وفعالية لأي موقف والتهديدات الناشئة.
بالإضافة إلى ذلك، تعد الأصول الفضائية ضرورية لأنظمة الإنذار المبكر، وكشف وتتبع عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية وغيرها من الهجمات المحتملة. ومن خلال توفير معلومات مهمة حول التهديدات الواردة، تمكن أجهزة الاستشعار الفضائية أنظمة الدفاع الصاروخي والتدابير المضادة من الاستجابة في الوقت المناسب.
وقالت إليزابيث سيوارد، رئيس استراتيجيات الفضاء في شركة "بي أيه إي سيستمز" (BAE Systems): "نحن نشهد نموًا قويًا حقًا في أهمية الفضاء في الأمن القومي. ويُعتبر الفضاء الآن مجالاً خامساً للعمليات والحرب. وتوجد برامج فضائية في العديد من البلدان حول العالم. تدور الأقمار الصناعية التي نطلقها في الفضاء حول العالم كله، وتعطينا وجهة نظر لا يمكنك الحصول عليها من أي منصة أخرى أو أي مجال آخر، لذلك تبحث الدول في كيفية استخدام ذلك على أفضل وجه."
وبعيدًا عن التطبيقات الدفاعية، أصبحت تطبيقات تكنولوجيا الفضاء عاملاً مهماً في تغيير النظام البيئي حيث يقدم رؤى ثاقبة حول تغير المناخ، والتغيرات الجغرافية، والحلول الخضراء والصديقة للبيئة المحتملة، مثل الطاقة الشمسية الفضائية. ومع ذلك، فإن التطور السريع لتكنولوجيا الفضاء يجلب معه العديد من التحديات وعدم الاستقرار، لأنه مجال غير منظم إلى حد كبير.
تتيح منصة الفضاء في معرض الدفاع العالمي 2024 التعرّف على أبرز ما تقدمه الشركات المتخصصة في مجالات الفضاء. وتعرض المنصة أهمية الفضاء وتأثيره على جميع جوانب الأمن والدفاع والصناعة والاستثمار في القطاع، كما ستعمل على تعزيز التعاون الدولي، وتشجيع المشاركة بين الجهات الحكومية والخاصة الرائدة التي تمتلك أحدث القدرات والتقنيات الفضائية، كما تساهم في بناء حوار دولي متعدد الأطراف عن مواضيع الدفاع والأمن المرتبطة بالفضاء، وستسلط الضوء على الطموحات الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية في مجال الفضاء وتحديد الفرص الاستثمارية الحالية والمستقبلية.
قال أندرو بيرسي، الرئيس التنفيذي لمعرض الدفاع العالمي: "سيكون معرض الدفاع العالمي 2024 فعالاً في دفع مشهد الدفاع الفضائي العالمي إلى الأمام من خلال التكنولوجيا المبتكرة. تخلق منصة الفضاء الخاصة بنا بيئة يمكن من خلالها تبادل وجهات النظر المتنوعة ومناقشتها من قبل خبراء متخصصين وكبار ممثلي الحكومات. وهي منصة مثالية لتعزيز التعاون بين القطاعين التجاري والعسكري، وربما إقامة تحالفات من شأنها أن تدفع الابتكار والتقدم."
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تنظم الهيئة العامة للصناعات العسكرية، النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي (World Defense Show) خلال الفترة من 4 إلى 8 فبراير 2024، بعد أن أقيم بنسخته الأولى في مارس 2022. ويركز المعرض في نسخته الثانية يركز على الفضاء وتقنياته باعتباره المجال الأهم والأسرع نموا وتطورا.