كولومبيا تستعد لإبرام صفقة كبيرة لشراء مقاتلات "غربين" السويدية

قررت الحكومة الكولومبية اتخاذ خطوة حاسمة نحو تحديث أسطولها الجوي من خلال إبرام صفقة ضخمة مع شركة الدفاع السويدية "ساب" لشراء طائرات مقاتلة من طراز "غربين" (Gripen).

ووفقًا لتقارير صادرة عن الإذاعة السويدية "Ekot"، فإن الصفقة، على الرغم من عدم تأكيدها رسميًا بعد، أوشكت على الانتهاء.

وتهدف هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها 35 مليار كرونة سويدية، أو نحو 3 مليارات يورو تقريبًا، إلى تزويد القوات الجوية الكولومبية بمقاتلات حديثة لتحل محل أسطولها من مقاتلات "كفير" القديمة التي أصبحت عبئًا ماليًا كبيرًا على ميزانية الدفاع في البلاد.

وقد تقدمت المفاوضات بفضل التعاون الوثيق بين السويد والبرازيل، التي تعد الشريك الاستراتيجي لشركة "ساب" في أمريكا الجنوبية. وقد ساهمت هذه الشراكة في تسهيل عملية تمويل الصفقة، وهو عنصر أساسي بالنسبة لكولومبيا التي تواجه قيودًا في الميزانية.

وفي السابق، درست كولومبيا شراء 16 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" من شركة "داسو للطيران" الفرنسية، لكن الصعوبات المادية حالت دون إتمام الصفقة، مما أدى إلى عرقلة هذا المشروع الاستراتيجي.

وفي نفس السياق، وعلى الرغم من أن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ظل متحفظًا منذ فشل مفاوضات "الرافال"، فقد تم اعتماد نهج جديد للمشتريات في الدولة اللاتينية. ومن بين الخيارات التي تم النظر فيها، بدا في البداية أن مقاتلات "إف-16 بلوك 70/72" من "لوكهيد مارتن" هي الخيار المفضل لمسؤولي القوات الجوية الكولومبية. ومع ذلك، برزت طائرة "غربين- إي" كخيار بديل وعملي، حيث احتلت المرتبة الثانية من بين المنافسين، بما في ذلك طائرة "رافال" و"يوروفايتر تايفون"، التي ينتجها كونسورتيوم يضم شركتي "إيرباص" و"بي أيه إي سيستمز".

تحمل هذه الصفقة أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لكولومبيا، حيث تحصل من خلالها على أسطول حديث يتناسب بشكل أفضل مع التحديات الأمنية والدفاعية الجوية المعاصرة.

في السنوات الأخيرة، وسّعت شركة "ساب" وجودها في أمريكا الجنوبية بشكل ملحوظ، مسجلة نموًا ملحوظًا في مبيعاتها في المنطقة. وقادت البرازيل الطريق، حيث وقعت عقدًا في عام 2014 للحصول على 36 مقاتلة من طراز "غربين" لتحديث أسطولها الجوي. وشملت هذه الشراكة اتفاقيات إنتاج محلية وتعزيز نقل التكنولوجيا والتنمية الصناعية البرازيلية.

أضف تعليق