كشف الحرس الثوري الإيراني، الأحد الماضي، عن فئة جديدة من صواريخ "كروز" تتضمن مركبة انزلاقية فرط صوتية، تصل سرعتها إلى 15 ماخ بمدى يصل إلى 1400 كيلومتر.
وأزاحت السلطات الإيرانية الستار عن صاروخ "فتاح 2"، الفرط صوتي، خلال زيارة المرشد الأعلى، علي خامنئي، إلى معرض "إنجازات القوة الجوية للحرس الثوري"، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "ميليتاري ووتش".
وأقيم المعرض في جامعة "عاشوراء لعلوم وتكنولوجيا الفضاء الجوي"، ووصفت وسائل إعلام إيرانية الصاروخ بأنه "كروز"، في وقت تصنفه مصادر غربية على أنه "صاروخ باليستي".
وكشفت إيران في 7 يونيو الماضي عن أول صاروخ من سلسلة "فتاح".
وقال قائد القوات الجوية الفضائية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، حينها، إن الصاروخ فتّاح الموجه بدقة، مداه يصل إلى 1400 كيلومتر، وقادر على اختراق كافة الدّروع الدفاعية.
وانضمت إيران إلى الصين وروسيا وكوريا الشمالية، لتصبح رابع دولة في العالم تنتج الصواريخ ذات المركبات الانزلاقية الفرط صوتية، بعد شكوك في قدرتها على إنتاج تلك الفئة.
وأشارت "ميليتاري ووتش"، إلى أنه من المحتمل أن كوريا الشمالية لعبت دوراً رئيسياً في دعم جهود تطوير الصواريخ الإيرانية لأكثر من 4 عقود، من نقل التكنولوجيا إلى الإمداد بالمكونات.
**سرعة قصوى
يمكن للمركبات الانزلاقية الفرط صوتية الحفاظ على سرعات قصوى طوال رحلاتها، وليس فقط في مراحلها النّهائية، مع الاحتفاظ أيضاً بقدرة عالية على المناورة ما يجعلها صعبة للغاية، أن يتم اكتشافها من الدفاعات الجوية.
وتحد سرعاتها القصوى بشكل خطير من أوقات التحذير، وتجعلها مثالية للضربات الأولى.
ويعتبر حصول إيران على مثل هذه الصواريخ له أهمية خاصة عند الأخذ في الاعتبار مخاوف إسرائيلية وغربية من قرب امتلاك طهران لرؤوس حربية نووية.
وأثارت شراكات تبادل التكنولوجيا الوثيقة بين إيران وكوريا الشمالية، والتي تمكنت بعد عقود من العمل من تصغير رؤوسها الحربية النووية لتركيبها على الصواريخ الباليستية، مخاوف من أن طهران يمكن أن تمتلك قدرة مماثلة دون الحاجة إلى إجراء تجارب نووية.
**مدى فائق
قالت إيران، إن صاروخ "فتاح 2" يمكنه السفر بسرعة تصل إلى 15 ماخ بمدى يصل إلى 1400 كيلومتر، وأكد الحرس الثوري الإيراني حينها، أن البلاد ستزيد مدى الصواريخ إلى 2000 كيلومتر.
وذكرت "يورو إيشان تايمز"، أنه من المحتمل أن يكون للصاروخ الإيراني المحسن الفرط صوتي، مدى أطول من صاروخ "فتاح-1".
وعمل محلل استخباراتي مفتوح المصدر وخبير التكنولوجيا العسكرية تحت مسمى "Patarames" على منصة إكس على تحليل قدرات الصاروخين.
وأوضح أن "فتاح-1" هو صاروخ باليستي فرط صوتي، و"فتاح-2"، صاروخ كروز فرط صوتي أيضاً، لافتا إلى أنه من المرجح أن يدخل "فتاح-1" الغلاف الجوي بسرعة أكبر من "فتاح-2" بمجرد إطلاقه.
وقال إن "فتاح-2" سيكون خياراً أفضل لضربة استباقية، لأنه سيحلق على ارتفاع أقل من "فتاح-1"، ويتبع مساراً لا يمكن التنبؤ به، وسيكون قادراً على تجاوز أو مواجهة منتصف خط العدو.
وأضاف أنه بما أن "فتاح-1" يمكنه المناورة بسرعات أعلى، فسيكون أكثر فائدة في هزيمة أنظمة الصواريخ الباليستية الجوية، فضلاً عن أنه أقل تكلفة من "فتاح-2" الذي تم إصداره مؤخراً.
وذكر موقع "أرمي تكنولوجي"، أن صاروخ "فتاح-1"، هو صاروخ باليستي فرط صوتي موجه بدقة، وقادر على اختراق جميع أنواع الدروع الدفاعية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة وإسرائيل مثل القبة الحديدية.
ويمكن للصواريخ الفرط صوتية تحقيق سرعات أكبر بـ5 مرات على الأقل من سرعة الصوت أثناء اتباع مسارات طيران معقدة، ما يجعل اعتراضها صعباً للغاية.
ويحتوي نظام "فتاح-1" على فوهة متحركة توفر للمشغل القدرة على التحكم في مسار الصاروخ وتوجيهه نحو اتجاهات مختلفة.
ويستطيع الصاروخ أيضاً تعديل مستوى حركته في الفضاء، ويمكنه القيام بحركة جانبية إلى اليسار واليمين، وإلى أعلى وأسفل، وكذلك الدوران أو الاندماج داخل الغلاف الجوي العلوي.
ويتم تجهيز صاروخ فتاح بمحرك وفوهة متحركة تعمل بالوقود الصلب في المرحلة الثانية، ودليل تحكم ورأس حربي، ما يوفر قدرات تكتيكية بسرعات عالية للغاية.
وقبل طرح صاروخ "فتاح 2" الفرط صوتي، كانت إيران قد طورت مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية التي تهدف إلى تعزيز أمنها، من بينها عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى تعمل بالوقود الصلب ضمن سلسلة فتاح مثل "فتاح 110" و"فتاح 313".
المصدر: الشرق للأخبار