يدرس مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS)، والذي يضم فرنسا وألمانيا وإسبانيا، 4 تصاميم مختلفة للطائرات المقاتلة، ومن المتوقع الوصول لتصميم نهائي بحلول عام 2025، رغم الرياح السياسية المعاكسة الذي واجهته منذ البداية، وفق موقع "Breaking Defense".
وقال قائد الجزء الفرنسي في المشروع ثلاثي الأطراف جان لوك موريتز للصحافيين، إنه يتوقع تقليص الاختيارات إلى تصميمين بحلول يونيو 2024، على أن يكون التصميم النهائي في متناول اليد بحلول مارس 2025.
ويعد ذلك علامة على التقدم في البرنامج الذي واجه رياحاً سياسية معاكسة منذ البداية تقريباً، كان آخرها تقارير زعمت مطلع الشهر الجاري، أن ألمانيا "يمكن أن تنسحب من هذا المشروع".
وردَّ موريتز على ذلك بقوله، إنه لا يرى أي مؤشرات على أن ألمانيا توشك على الانسحاب من البرنامج، واصفاً مناخ العمل بـ"الجيد وفقاً للمخطط".
وشدد على أهمية بناء نظام الأسلحة من الجيل التالي "NGWS" لتحقيق طموحات مشروع FCAS.
**متى بدأ مشروع FCAS؟
في أغسطس 2021، وقَّعت حكومات فرنسا وإسبانيا وألمانيا الاتفاقية التنفيذية، في إطار مشروع FCAS، ووافقوا على مراحل العمل لتطوير نظام الأسلحة من الجيل التالي NGWS.
ومنذ ذلك الحين، ونيابة عن الدول الثلاث، منحت المديرية العامة للتسليح في فرنسا (DGA) الشركات الرائدة في الصناعة "داسو"، و"إيرباص"، و"إندرا"، وموردين رئيسيين آخرين عقداً بقيمة 3.2 مليار يورو (3.4 مليار دولار) لإطلاق المرحلة (1B) من مشروع FCAS في ديسمبر 2022، وأعطت الضوء الأخضر للبدء في تطوير نموذج لطائرة مقاتلة من الجيل القادم.
وتواصل الدول الثلاث العمل على جميع العناصر الثلاث لأنظمة الأسلحة المستقبلية NGWS، وتشمل الطائرات المقاتلة، والطائرات المسيَّرة المساعدة، والتقنيات السحابية القتالية.
**نظام أسلحة جديد
ويتضمن نظام الأسلحة الجديد، تطوير مقاتلة من الجيل الجديد "NGF" مصحوبة بطائرات موجهة عن بعد، أو طائرات مسيَّرة مساعدة ستتصل ببعضها رقمياً باستخدام بنية "سحابة" قتالية.
وستكون الأسلحة الجديدة NGWS قادرة على الانتشار بشكل مستقل عن طريق التحكم الذاتي، أو في إطار شبكة مع أنظمة قتال جوية أو بحرية أو برية أو فضائية، أو من خلال أنظمة القيادة.
وأكد موريتز أن التفوق الجوي سيظل استراتيجية أساسية صالحة مستقبلاً، لذا ينبغي الاستحواذ على "أداة يمكنها تبادل بيانات عالية الجودة ومحدثة في الوقت الفعلي، وقد تستخدم حواسيب كمومية بدلاً من أجهزة الكمبيوتر التقليدية، كما يمكنها المناورة في البر أو الجو أو البحر"، مضيفاً: "نريد أن نصبح أسرع وأقوى من العدو".
وأوضح أن الدول الثلاث اتفقت على القدرات الرئيسية للطائرة الجديدة، وتشمل القدرة على التخفي والمناورة، وعلى إغراق العدو بالهجمات، وأن تتمتع بأحدث بنية سحابية سواءً "الطرفية، أو المركزية".
والمعدات الطرفية هي الأقرب إلى المستخدمين في قلب ساحة المعركة، ولكنها الأبعد عن مراكز البيانات السحابية، وتشمل طائرات الإنذار المبكر مثل طائرات "AWACS"، أما المعدات المركزية، فهي تقع بعيداً عن خط القتال، وتكون أقرب إلى مراكز البيانات.
**عقبات أمام تطوير البنية السحابية القتالية
وأشار موريتز إلى أن التحديات التي يواجهها المطورون في تطوير البنية السحابية القتالية تتمثل في أنها "يجب أن تكون قابلة للتشغيل البيني المشترك مع طائرات دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مستشهداً بالهواتف المحمولة التي طورتها وصنعتها شركات مختلفة، ولكنها قادرة على الاتصال ببعضها البعض بفضل بروتوكول الإنترنت الشامل (IP).
وأضاف أن الحاجة إلى التشغيل البيني المشترك "ضرورية"، لأنه بحلول العام 2030، ستشغّل القوات الجوية الأوروبية ما يقرب من ألف طائرة مطورة ومصنعة في أوروبا.
وتتضمن هذه الطائرات نحو 300 طائرة من طراز "رافال" الفرنسية، و450 طائرة "تايفون" الإنجليزية، وأكثر من 200 طائرة "جريبن" السويدية، بالإضافة إلى أقل بقليل من 400 طائرة من طراز "إف- 15" التي طورتها الولايات المتحدة.
كما يعتقد موريتز أن الذكاء الاصطناعي سيكون مدمجاً بالطائرة لمساعدة الطيار على اتخاذ القرارات التشغيلية والتكتيكية، موضحاً أن هذه التقنية ليست بهدف مساعدة الطيار على القيادة، لأنها ستطير بواسطة التحكم الآلي".
وأشار إلى وجود 7 ركائز لتطوير نظام القتال الجوي المستقبلي، وتتمثل في "الطائرات، والمحركات، والمسيَّرات المساعدة (ريموت كارير)، والبنية السحابية القتالية، وتقنيات المحاكاة، وأجهزة الاستشعار، والقدرة على التخفي"، وجميعها قيد التطوير حالياً، وقد تم الاتفاق على أن تطوير البنية السحابية سيكون أوروبياً بالكامل.
**هل سيتم تصدير مقاتلة الجيل الجديد NGF؟
ولفت موريتز إلى أن جميع الدول اتفقت على أن الطائرات والمسيَّرات المساعدة ينبغي أن تكون قادرة على العمل من حاملات الطائرات، موضحاً أن ما لم يُحسم بعد هو موضوع إمكان تصدير الطائرة، إذ ترغب فرنسا مثلاً في أن تصدّر طائرة الجيل الجديد NGF.
وأكد موريتز أيضاً أن بلجيكا ستدخل "مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي" كمراقب بحلول نهاية العام الجاري بموجب مذكرة تفاهم، بهدف أن تصبح شريكاً كاملاً في المستقبل.
وفيما يتعلق بالسويد، قال إن الأمر سيستغرق عامين على الأقل قبل أن تقرر ما تريده لمستقبل سلاحها الجوي. لكن ستوكهولم أشارت في وقت سابق إلى أنها "لن تقرر ذلك حتى عام 2031".
وأردف موريتز بقوله إن برنامج القتال الجوي العالمي (GCAP)، الذي تقوده بريطانيا وإيطاليا والمعروف سابقاً بـ"Tempest"، لا يمكن مقارنته بنظام القتال الجوي المستقبلي FCAS، لأنه لا يتضمن سوى تطوير طائرات مقاتلة من الجيل التالي، وليس نظاماً يشمل أنظمة أخرى مثل SCAF (الاختصار الفرنسي لنظام القتال الجوي المستقبلي).
المصدر: الشرق للأخبار