روسيا تكشف عن محطة ثورية غير مأهولة تعمل تحت الماء

كشفت روسيا عن مفهوم ثوري جديد لمحطة غير مأهولة تعمل تحت الماء تُدعى "أوكتافيس"، حيث تم تصميم هذه المحطة المبتكرة لدعم التشغيل المستدام للمركبات ذاتية القيادة تحت الماء (AUV)، مما قد يؤدي إلى إحداث ثورة في مهام الاستكشاف تحت الماء.

وجاء ذلك على هامش فعاليات معرض "الجيش 2024" (Army 2024)، وهو معرض دفاعي أقيم بالقرب من موسكو.

تم تصميم "أوكتافيس" من قبل مكتب تصميم التقنيات البحرية "روبين" التابع لشركة بناء السفن الروسية (OSK)، وتوفر المركبة مجموعة من القدرات المتقدمة التي تعد بتحسين كفاءة وسلامة مهام المركبات المائية الذاتية، ومن أهم وظائفها أنها تعمل كمحطة شحن حيث يمكن للمركبات إعادة شحن بطارياتها أو البقاء في وضع الاستعداد حتى المهمة التالية، كما تحتوي المحطة على تقنيات متقدمة للفحص التشخيصي، مما يتيح لها مسح الحالة الفنية للمركبات وتحديث برامجها عند الحاجة.

وبالإضافة إلى دورها كمركز صيانة، تم تصميم "أوكتافيس" لتعمل كمركز لتخزين المعلومات ونقلها، حيث يمكن تخزين البيانات التي تجمعها المركبات بشكل مؤقت في المحطة قبل أن يتم نقلها إلى مركز التحكم على الشاطئ أو إلى مركبات مائية أخرى، كما يمكن تحميل برامج مهام جديدة إلى المركبات عبر المحطة، لضمان استعدادها الدائم للمهام التالية.

ولا تقتصر وظيفة "أوكتافيس" على دعم الصيانة، بل تلعب دوراً حيوياً في مراقبة البيئة، حيث تستطيع المحطة جمع وتحليل البيانات البيئية في المنطقة التي يتم تثبيتها فيها، مما يساهم في تقديم رؤى قيمة في مجالات بحث المحيطات والمناخ، ويضمن تصميم المحطة أن تكون على الأقل مركبة واحدة جاهزة للمهام دائماً، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بنشر المركبات واستعادتها، خصوصاً في الظروف الجوية القاسية، كما أن "أوكتافيس" تقلل من الحاجة إلى وجود السفن الداعمة بشكل دائم، مما يخفض من تكاليف العمليات ويوفر تغطية أوسع للبيئات تحت الماء، ويدعم أنشطة مثل التعدين البحري وعلم المحيطات وجمع البيانات المناخية.

يشمل مفهوم "أوكتافيس" عدة خيارات تصميمية لتلبية الاحتياجات التشغيلية المختلفة، حيث يمكن للمحطة أن تستقر على قاع البحر أو تثبت باستخدام خطوط إرساء، ويمكن تركيبها على أعماق تتراوح بين 500 إلى 1000 متر، وحسب متطلبات المهمة وظروف البيئة المائية، يمكن لـ"أوكتافيس" دعم ما يصل إلى ثلاث مركبات مائية ذاتية في آن واحد، وتعمل المحطة ببطارية ليثيوم أيون، وتُضاف إليها طاقة كهربائية إضافية من وحدات بطارية خارجية، كما يستكشف مكتب تصميم روبين عدة خيارات لتزويد "أوكتافيس" بالطاقة، بما في ذلك توصيلها بالشاطئ، أو المنصات البحرية، أو حتى الأجهزة التي تستغل طاقة المحيط.

يبحث مكتب تصميم روبين بنشاط عن التعاون مع المعاهد العلمية والجهات المهتمة لتطوير وتحسين مفهوم "أوكتافيس"، وقد جذب هذا الابتكار اهتماماً كبيراً بفضل قدرته على تحويل مستقبل الاستكشاف وجمع البيانات تحت الماء، ومع استمرار التركيز العالمي على المحيطات كهدف رئيسي للأبحاث البيئية والعلمية، تمثل محطة "أوكتافيس" بدون طاقم خطوة كبيرة إلى الأمام في العمليات الذاتية تحت الماء، حيث تعد بمهام أكثر أمانًا وكفاءة وأقل تكلفة في المستقبل القريب.

أضف تعليق