بعد خسارة العديد من العقود الأجنبية أمام المقاتلات الأمريكية المتطورة من طراز "إف-35"، تستعد مقاتلات "يوروفايتر تايفون" للعودة بقوة من جديد مع طلبات شراء تناهز الـ 160 طائرة.
أشار الصحفيون المتخصصون في مجال الطيران إلى أن إسبانيا تستعد لتوقيع عقد لشراء 25 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" كجزء من برنامج "Halcon II"، حيث اكتملت المفاوضات بشأنها بالفعل.
وستكمل الطلبية الجديدة الـ 20 طائرة التي طلبتها إسبانيا في عام 2022 كجزء من مشروع "Halcon" سابقًا.
ولم تعلن الحكومة الإسبانية عن قرارها بعد. ومع ذلك، كان هناك الكثير من التكهنات بأن مدريد ستوسع أسطولها على الأرجح من خلال إضافة المزيد من طائرات يوروفايتر تايفون المطورة إلى مخزونها.
والجدير بالذكر أن إسبانيا هي جزء من الكونسورتيوم الذي ينتج طائرات "يوروفايتر تايفون" إلى جانب ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة.
تأتي هذه التقارير بعد إعلان ألمانيا المفاجئ عن شراء 20 من مقاتلات "يوروفايتر تايفون" في مايو الماضي، وبدء إيطاليا مفاوضات لشراء 20 مقاتلة أيضاً في يوليو من هذا العام.
بالإضافة إلى الطلبية الإسبانية المحتملة، كتب الصحفيون أن أربع دول أخرى، بما في ذلك قطر والسعودية وتركيا وبولندا، تفكر في ضم طائرات يوروفايتر تايفون إلى مخزونها. وزعموا أن قطر ستضم على الأرجح 12 طائرة، والمملكة العربية السعودية ستطلب 54 طائرة، وتركيا تفكر في 40 طائرة، بينما من المتوقع أن تبرم بولندا صفقة لشراء حوالي 32 طائرة.
ومن بين الدول المذكورة أعلاه، فإن قطر والمملكة العربية السعودية تعتبران من المستخدمين الحاليين لليوروفايتر تايفون، في حين أن تركيا وبولندا تتطلعان إلى تنويع أساطيلهما الجوية التي تهيمن عليها حاليًا طائرات مقاتلة أمريكية الصنع.
وسبق لألمانيا أن حظرت في وقت سابق بيع الطائرة إلى المملكة العربية السعودية، مستشهدةً بمخاوف بشأن تورطها في الحرب اليمنية وانتهاكات حقوق الإنسان. ومع ذلك، تم رفع حظر التصدير في وقت سابق من هذا العام - مما يمهد الطريق أمام عملية شراء محتملة. ومع ذلك، لم تصدر المملكة أي إعلان حتى الآن.
وبالمثل، منعت ألمانيا حتى الآن بيع مقاتلة "يوروفايتر" لتركيا بسبب سجلها المشكوك فيه في مجال حقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن أنقرة تضغط على الائتلاف الحاكم في ألمانيا، وهناك تفاؤل بأن برلين قد تسمح بالبيع قريبًا.
وتحرص تركيا على الحصول على الطائرة لتحديث أسطولها المتقادم، والذي كان يعاني من حالة من عدم اليقين منذ أن تم طردها من تحالف مقاتلات "إف-35".
وبالإضافة إلى الدول المذكورة أعلاه، فإن الهند هي دولة أخرى يمكن أن تصبح الزبون المحتمل التالي لطائرة "يوروفايتر تايفون" في حال فتح باب مناقصات شراء المقاتلة الأوروبية متعددة المهام.
وفي ضوء هذه الفرص الجديدة التي تنفتح أمام "يوروفايتر تايفون"، التي خسرت العديد من العقود لصالح مقاتلات "إف-35"، من انتاج شركة "لوكهيد مارتن"، في السنوات الأخيرة، عادت الطائرة إلى الواجهة بقوة في سوق الطائرات المقاتلة العالمية.
وتكتسب الزيادة الأخيرة في مبيعاتها أهمية كبيرة لأنها تأتي بعد تنبؤات بأن طائرة "يوروفايتر تايفون" تراجعت كثيراً في حجم الصادرات. وكشفت وحدة الدفاع التابعة لشركة "إيرباص" في فبراير من العام الماضي أن الشركة كانت تخطط لزيادة إنتاج هذه المقاتلات وغيرها من أنظمة الأسلحة المهمة ولكنها تراجعت بسبب عدم قدرة الحكومات على الالتزام بالطلبيات.
يُذكر أن مقاتلات "يوروفايتر تايفون" تُصنّع من قبل تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، وتمثله شركات "إيرباص" و"بي أيه إي سيستمز" و"ليوناردو"، وهي مقاتلة متعددة المهام أسرع من الصوت.
وتعتبر طائرة "يوروفايتر تايفون" من أكثر الطائرات القتالية الحديثة متعددة الأدوار تقدما وتطورا في العالم، وفقا لموقع "بي إيه إي سيستمز"، وموقع "يوروفايتر"، وتتميز بقدرات حربية إلكترونية وقدرة استجابة عالية السرعة.
وتخدم الطائرة حالياً مع القوات الجوية لتسع دول، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والنمسا وعمان والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر.