استلمت القوات الجوية الروسية دفعة جديدة من مقاتلات التفوق الجوي الثقيلة "Su-35S" (سوخوي 35S) من مصنع "جاجارين" للطيران في مدينة كومسومولسك الواقعة على نهر آمور، وفقاً لتقرير صادر في 24 أكتوبر، عن مجموعة "روستيخ" للأسلحة الحكومية.
ونقل مجلة "Military watch Magazine" تصريحات النائب الأول للرئيس التنفيذي لشركة "روستيخ"، فلاديمير أرتياكوف: "لقد وصل مصنعو الطائرات لدينا إلى معدل جيد في إنتاج الطائرات المقاتلة وتسليمها في الوقت الملائم إلى القوات الجوفضائية الروسية".
أوضح أرتياكوف أن طائرة سوخوي "Su-35S" تعد إحدى المقاتلات الأساسية في سلاح الجو الروسي، وتتميز بقدرتها الفائقة على المناورة، ما يساعدها على تحقيق مجموعة واسعة من الأهداف، واستخدام مجموعة واسعة من أسلحة الطائرات الحالية والمستقبلية.
وكانت القوات الجوية الروسية قد استلمت دفعة سابقة من هذه الطائرات أواخر سبتمبر 2023، وهي الدفعة الثالثة التي تم تسليمها في أقل من ثلاثة أشهر.
وبجانب دفعة سبتمبر، تم استلام مجموعة من مقاتلات الجيل التالي من طائرات طراز "Su-57"، والتي تُنتج أيضاً في "كومسومولسك"، لكن على نطاق أصغر.
أما فيما يخص الدفعات السابقة، فقد كانت في أواخر يونيو ثم في منتصف يوليو، كما أشار التقرير إلى أن الدفعة الحالية لن تكون الأخيرة هذا العام.
وعلى الرغم من أن معظم الطاقة الإنتاجية من الطائرة قٌسّمت بين القوات الجوية الروسية والعملاء الأجانب، إلا أن سوخوي Su-35 يجري تصنيعها اليوم للاستخدام المحلي حصراً، وغالباً يرجع ذلك إلى التهديدات الأميركية بشن حرب اقتصادية ضد أي دولة تحصل على الطائرة.
وأجبرت هذه التهديدات كلاً من إندونيسيا ومصر على التراجع عن صفقات عقدت فيما سبق للحصول على تلك المقاتلات، كما أعاد العملاء المحتملون التفكير في عمليات الاستحواذ عليها، ولم يتبق عملاء لروسيا سوى الصين وإيران.
وكانت الصين أكبر عميل لطائرات "Su-27" وثاني أكبر عميل لطراز "Su-30" في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما دعا المصادر الروسية للتفاؤل في البداية بأن بكين ستكون من أكبر العملاء للاستحواذ على طائرات Su-35، إلا أن تطوير بكين للعديد من المقاتلات الأكثر قدرة، يسبب ركوداً خطيراً في السوق الروسية.
ويشير التقرير إلى سبب آخر لركود سوق الطائرة "Su-35"، وهي المنافسة تشكلها الطائرات الروسية نفسها من طراز "Su-30SM" الأرخص ثمناً، والقادرة بالمثل على القيام بالاشتباكات الجوية المتطورة وبمعظم الأدوار التي تقوم بها "Su-35". أما طراز "Su-57" فهو أكثر تقدماً وأكثر فعالية من حيث التكلفة، نظراً لقدراته المتفوقة في جميع أنواع المهام.
*ماذا عن إيران؟
مع أداء "Su-35" القوي في القتال الجوي خلال الحرب الروسية الأوكرانية، ومنها معارك ضد فئات من المقاتلات العليا، قد تحصل الطائرة على طلبات تصدير في المستقبل مع كون إيران على وجه الخصوص عميلاً محتملاً رئيسياً.
ويقال إن القوات الجوية الإيرانية تدرس زيادة الطلب لتوسيع أسطولها من طراز "Su-35"، ليصل إلى حوالي 64 مقاتلة، وذلك بعد تقييمها المقاتلات الأولى التي من المتوقع أن يجري تسليمها بحلول منتصف عام 2024، بمجرد اكتمال تدريب الأفراد.
وتعد قدرة روسيا على تسليم المقاتلات بسرعة، عامل جذب رئيسي لطائرة "Su-35" مقارنة بطائرة "Su-57" الأكثر تقدماً، التي تُنتج على نطاق أصغر، لكن سيكون الطلب عليها مرتفعاً محلياً،
وبدون الطلبات الإيرانية، يظل الإغلاق المبكر لإنتاج "Su-35" أمراً محتملاً، نتيجة تركيز القوات الجوية الروسية على الاستثمار في عمليات الاستحواذ الموسعة على "Su-57" في النصف الثاني من العقد.
المصدر: الشرق للأخبار