بعد دخول مقاتلة الجيل الخامس الصينية Chengdu J-20 الخدمة، بأسطول يضم أكثر من 200 طائرة من هذا الطراز، أصبحت الصين إحدى 3 دول تشغل مقاتلات الجيل الخامس في الميدان، وهما الولايات المتحدة، بمقاتلتيها F-22 وF-35، وروسيا بمقاتلة Su-57.
وفي حين تُعد J-20 حجر الزاوية في أسطول مقاتلات الجيل الخامس الصيني، تسعى بكين إلى تنويع مكونات هذا الأسطول، والواقع أنه بات لديها بالفعل نموذج أولي لمقاتلة الجيل الخامس Shenyang FC-31، والمعروفة أيضاً باسم J-31، وهي مزودة بمحرك مزدوج، والأهم أن هناك نسخة منها مصممة للعمل من على متن حاملات الطائرات، تُعرف باسم J-35، بحسب مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأميركية.
وأوضحت المجلة أنه عندما قررت القوات الجوية الصينية ضم المقاتلة الشبحية J-20 إلى صفوفها، قررت شركة Shenyang المنافسة لشركة Chengdu الشروع في تطوير مقاتلتها الخاصة من الجيل الخامس، متطلعة إلى تصديرها.
وفي عام 2012، كشفت Shenyang عن نموذج بربع الحجم الطبيعي للمقاتلة FC-31 خلال معرض الصين الدولي للطيران والفضاء، وبدا واضحاً آنذاك أن الصين تطمح إلى تصديرها للدول التي يتعذر عليها الحصول على المقاتلة الأميركية F-35.
وبعد بضع سنوات، نجحت شركة Shenyang في تأمين تمويل حكومي، حيث أبدت كل من القوات الجوية والقوة الجوية التابعة للقوات البحرية الصينية اهتمامهما بالمقاتلة FC-31.
وفي يونيو 2020 كشفت تقارير أن نسخة ثالثة من المقاتلة، بتصميم أكثر انسيابية وقبة أكبر للرادار في مقدمتها وهياكل خارجية أقل بروزاً لتقليل البصمة الرادارية، طُورت لتكون المقاتلة J-35 قادرة على الإقلاع والهبوط على متن حاملات الطائرات، والتي أجرت طلعتها الافتتاحية في 29 أكتوبر 2021.
ومن المتوقع أن تعمل المقاتلة J-35 من على متن حاملة الطائرات الصينية الثالثة Fujian من الفئة 003، والتي لا تزال قيد البناء، وستضم منجنيق إقلاع كهرومغناطيسي شبيه بنظام منجنيق EMALS المدمج في حاملة الطائرات الأميركية من الفئة Ford، وستتمتع المقاتلة نفسها بخاصية القابلية لطي جناحيها.
ومع أنه لا يُعرف الكثير عن المقاتلة J-35، توحي صور منشورة لها مؤخراً أن الصين تطور نسخة جديدة منها، أو أنها تطور مقاتلة مختلفة كلياً، حيث لفت أنظار المراقبين تشابه واضح بين الطائرة الظاهرة في الصور والمقاتلة J-35، ولكن بجناحين أصغر حجماً، كما أن منابت مجموعة الذيل لا تتماس مع الأجزاء الخلفية للجناحين.
وأوضحت المجلة أن صغر حجم جناحي المقاتلة الظاهرة في الصور المنشورة مؤخراً يوحي بأنها مصممة للإقلاع والهبوط من قواعد أرضية، تماماً كما هو الحال مع المقاتلة الأميركية F-35C المصممة للعمل من على متن حاملات الطائرات، وجناحاها أكبر من مثيليهما في النسخة الأرضية F-35A، حيث يساعد الجناحان الأكبر حجماً على التحكم في وضع الطائرة عند إبطاء سرعتها للهبوط على متن حاملة الطائرات.
وتحمل جميع النسخ المعروفة من المقاتلة J-35 خصائص شبحية، مثل فتحة دخول الهواء للمحرك مسحوبة إلى الأمام، وغطاءً زجاجياً لقمرة القيادة على هيئة قبة انسيابية الاستدارة، وحجيرات أسلحة داخلية، وذيل رأسي مزدوج مائل.
ويرى بعض المراقبين أنها أقرب إلى تصميم المقاتلة الأميركية F-22، من حيث الشكل والتركيب والديناميكيات الهوائية، منها إلى تصميم المقاتلة F-35.
ويُعتقد أن النماذج الأولية للمقاتلة FC-31 ونسختها المخصصة لحاملات الطائرات J-35 مزودة بمحرك من طراز RD-93، ولكن الصين تعكف على تطوير المحرك الأقوى WS-13E، الذي يتوقع أن يولد قوة دفع تبلغ 22 ألف رطل، وقد يحل محل المحرك RD-93 في النسخة الأرضية FC-31.
ويُعتقد أن حمولة المقاتلة FC-31 تبلغ نحو 18 ألف رطل، موزعة على أسلحة في الحجيرات الداخلية زنة 4400 رطل، وأسلحة خارجية زنة 13 ألف رطل، وسلاحاها الأساسيان هما الصاروخان جو-جو قصير المدى PL-10 ومتوسط المدى PL-12.
وتوقع مسؤولون أميركيون أنه بمجرد دخول المقاتلة FC-31 الخدمة ستكون مهيأة لمواجهة مقاتلات الجيل الرابع الأميركية، مثل F-15 وF-16 وF/A-18، بل قد تستطيع التصدي لمقاتلتي الجيل الخامس F-22 وF-35.
لكن مراقبين يرون أن قدرات المقاتلة الصينية ستعتمد إلى حد كبير على كفاءة طياريها وقدرات رادارها وسائر أجهزة استشعارها.
المصدر: الشرق للأخبار