قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إن الصين ربما تعمل على نشر صاروخ باليستي عابر للقارات مزود برأس حربي تقليدي، مصمم لإغراق سفن حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من الفضاء.
وذكر البنتاجون في تقريره السنوي المُقدم إلى الكونجرس بشأن التطورات العسكرية والأمنية الصينية الذي يسلط الضوء على تحديات محتملة، أن الصين وسعت ترسانتها النووية بسرعة، حيث زاد حجمها المقدر بنسبة 25% خلال العام الماضي ليصل إلى أكثر من 500 رأس نووي، وفق ما أوردت مجلة Military Watch Magazine.
ومن المتوقع، بحسب التقرير، أن تدخل الخدمة ترسانة تضم 1500 رأس نووي بحلول عام 2035، الأمر الذي من شأنه أن يقلل الفجوة بين الصين والترسانتين النوويتين الروسية والأميركية الأكبر بكثير. وقالت الصين إن التقارير الأميركية عن رؤوسها النووية "مليئة بالتحيز والحقائق المشوهة"، وشددت على أنها لا تنوي دخول سباق للتسلح النووي.
وتُطوّر بكين، وفقاً للمجلة، أيضاً مجموعة من فئات الصواريخ الباليستية الجديدة المتقدمة، تشمل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "DF-5C"، الذي يُطلق من مستودعات تحت الأرض، والذي من المتوقع أن يحمل العديد من الرؤوس الحربية الكبيرة التي تبلغ قدرتها التفجيرية ملايين الأطنان.
ومع بدء الصين في نشر صواريخ باليستية غير نووية متوسطة المدى، ثم صواريخ فوق متوسطة المدى، فإن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المزودة بأسلحة تقليدية ستمثل "تقدماً منطقياً"، وفقاً للتقرير.
على نحو مماثل، بدأت الولايات المتحدة أيضاً في تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات مزود برأس حربي تقليدي في إطار "برنامج الضربة السريعة التقليدية"، ومن المتوقع أن تكون الصواريخ بمثابة أسلحة استراتيجية، وأداة للردع تضاف إلى مجموعة الصواريخ المسلحة نووياً.
*الاشتباك مع حاملات الطائرات
وتنشر الصين أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن في العالم، ووسعت الصين تدريجياً هذه الترسانة من الاعتماد على الصواريخ متوسطة المدى إلى نشر صواريخ فوق-متوسطة المدى قادرة على الاشتباك مع أهداف تبعد عن منطقة غرب المحيط الهادئ، وأبرزها صاروخ DF-26.
وبالتالي، وبحسب الاتجاهات السائدة في السنوات الخمسة عشر الماضية، يُعد استخدام صاروخ باليستي صيني عابر للقارات مزود بأسلحة تقليدية كنسخة مضادة للسفن مؤشراً على تطويره كسلاح لتدمير حاملات الطائرات، وهو ما من شأنه أن يزود الجيش الصيني بالقدرة على الاشتباك مع سفن العدو الحربية عبر معظم محيطات العالم إن لم يكن كلها.
وقد يسمح الصاروخ للصين بتوفير حماية أوسع لمسارات تجارتها البحرية، حيث استخدمت السفن الحربية الغربية في الماضي للسيطرة على سفن تجارية كورية شمالية، وروسية وإيرانية في المياه الدولية، وأثير احتمال استطاعتها فعل الشيء نفسه ضد السفن الصينية.
كما ستسمح هذه الخطوة بتقديم الدعم للسفن الحربية العاملة في المحيط الأطلسي، مع استهداف قطع بحرية رئيسية للعدو مثل حاملات الطائرات والمدمرات.
*تغيير موازين القوى
ولفت التقرير إلى أنه إذا اعتبرت الدفاعات الجوية الحالية في المجموعات القتالية لحاملات الطائرات الأميركية غير قادرة على اعتراض ضربات حتى من صواريخ باليستية متوسطة المدى، فإن الصاروخ الباليستي الصيني العابر للقارات يمكن أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة لتوازن القوى في المياه خارج منطقة غرب المحيط الهادئ، حيث لا يزال الوجود البحري الصيني محدوداً نسبياً.
وقد تطور بكين نسخة مضادة للسفن؛ سواءً الوحدة المتنقلة لإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من نوع DF-31 أو DF-41، أو فئة صواريخ جديدة تماماً.
ومع تسليط التقارير الأميركية الضوء باستمرار على أن الصين على وشك تحقيق إنجاز بنشر أول مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت في العالم، ثمة احتمال أيضاً بأنه يمكن تثبيت صاروخ باليستي مزود بأسلحة تقليدية على متن تلك المركبة، ما يعطيه قدرة أكبر على سرعة الاشتباك والمناورة ضد الدفاعات الجوية للخصوم.
المصدر: الشرق للأخبار