يواجه برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات LGM-35A Sentinel، التي يجري تطويرها حالياً لصالح القوات الجوية الأميركية، أخطاراً متزايدة تنذر بتخفيضات كبيرة في حجم الإنتاج أو إلغاء البرنامج بأكمله، بعد تجاوز تكلفته المالية مستويات كبيرة.
وذكرت مجلة "Military Watch" المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن تجاوز تكلفة برنامج صواريخ "سينتينل" المستويات المحددة سلفاً خلال المراحل الأولى من التطوير، أثار مخاوف حيال احتمالية عدم قدرة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) على نشر الصواريخ.
وأوضحت المجلة أن تكلفة برنامج الصواريخ العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس نووية، سبق تقديرها في بادئ الأمر بنحو 96 مليار دولار، لكن هذه التكلفة ربما تكون ارتفعت بنسبة 50% في ظل الظروف الحالية.
وتبلغ تكلفة إنتاج 659 صاروخاً مخططاً لها نحو 117 مليار دولار على أفضل تقدير، لكن من المحتمل أن ترتفع تكلفة الإنتاج بشكل كبير في حالة تصنيع عدد أقل من الرقم المحدد.
ولعب ارتفاع تكاليف العمالة والمواد الخام دوراً رئيسياً في تجاوز التكلفة الإجمالية للبرنامج، المستويات المحددة، كما أن البرنامج نفسه يتطلب تحديثاً عميقاً للبنية التحتية الصاروخية القائمة، والتي تجاوز عمرها نصف قرن، فضلاً عن مد شبكة واسعة النطاق من الألياف الضوئية عبر ولايات متعددة.
ومن المفترض أن تحل صواريخ "سينتينل" محل صواريخ LGM-30 Minuteman III القديمة الموجودة في الخدمة، لكن أحدث التقديرات تشير إلى أن تكلفة البرنامج تجاوزت الحدود القانونية التي يرسمها تعديل "نان - ماكوردي" في القانون الأميركي، والذي يهدف إلى الحد من تكاليف برامج شراء الأسلحة.
وبالعودة إلى التقديرات المُشار إليها يتبين أن تكلفة البرنامج تتجاوز الحدود القانونية بأكثر من 25%.
أما صواريخ "مينوتمان 3" فيُنظر إليها باعتبارها الفئة الوحيدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الولايات المتحدة والعالم الغربي، فضلاً عن كونها أقدم صواريخ ما تزال في الخدمة على مستوى العالم منذ أكثر من 50 عاماً.
يأتي الحديث عن التكلفة العالية للبرنامج، بعدما صرح وزير القوات الجوية فرانك كيندال في 14 نوفمبر، بأن البرنامج "يواجه صعوبات"، موضحاً أن قطاع الدفاع الأميركي يفتقر إلى الخبرة في صناعة مثل هذه الأسلحة التي يعود عمرها لنحو نصف قرن، نظراً لأن الولايات المتحدة لم تنتج صواريخ باليستية بعد صواريخ "مينوتمان" في ستينيات القرن الماضي.
*دعوات للاستثمار في الغواصات والقاذفات
بسبب التحديات التي يواجهها برنامج "سينتينل"، ظهرت مقترحات تدعو إلى إخراج صواريخ "مينوتمان 3" من الخدمة، وعدم استحداث صواريخ أخرى، وتخصيص الأموال بدلاً من ذلك للاستثمار في ضلعي الثالوث النووي الآخرين، وهما غواصات الصواريخ الباليستية، وقاذفات القنابل الاستراتيجية.
وأشارت المجلة، إلى أن هناك دعوات بالفعل لبناء أسطول ضخم يضم أكثر من 200 قاذفة قنابل استراتيجية من طراز B-21، والتي أجرت أول رحلة لها في نوفمبر، ما يعني أن تخصيص الأموال لصالح إنتاج الطائرات قد يبدو أكثر جدوى، لا سيما أن قاذفات B-2 Spirit شهدت تخفيضاً في الإنتاج بلغ نحو 83% من الرقم المقرر سلفاً.
ورجحت المجلة إمكانية نقل التمويل المخصص لبرنامج "سينتينل" لصالح إنتاج غواصات الصواريخ الباليستية من فئة Ohio التي شهد برنامجها إلغاء نحو 25% من عدد الغواصات الذي كان مخططاً له سلفاً، كما يمكن استغلال الأموال لإنتاج أعداد كبيرة من غواصة الصواريخ الباليستية من فئة Colombia قيد التطوير حالياً.
*تدهور ترسانة "مينوتمان 3"
المجلة لفتت إلى أن ترسانة الولايات المتحدة من صواريخ "مينوتمان 3" شهدت تدهوراً، بعد تمديد خدمتها لعقود عن مدة الخدمة المحددة لها.
وقال قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية تشارلز ريتشارد: "لا يمكنكم تمديد عمر صواريخ (مينوتمان 3)... لقد تجاوزت النقطة التي لم تعد فيها إطالة عمرها فعالة من حيث التكلفة".
وأشار ريتشارد إلى أن الصواريخ أصبحت عتيقة لدرجة أن مصمميها الأصليين لم يعودوا على قيد الحياة، بينما لا يمتلك المهندسون الحاليون الوثائق الفنية اللازمة للتعامل معها.
وخلصت المجلة إلى أنه في حال قرر "البنتاجون" إلغاء برنامج "سينتينل"، فلن يبقى أمامه سوى التخلي عن أحد أضلاع الثالوث النووي، والاستثمار في غواصات الصواريخ الباليستية، وقاذفات القنابل الاستراتيجية.
المصدر: الشرق للأخبار