نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدرين مطلعين أن إسرائيل وافقت على بيع منظومة رافائيل المتطورة للدفاع الجوي للإمارات، في أول صفقة معلنة بين البلدين منذ تطبيع العلاقات بينهما في 2020.
وقال المصدران إن إسرائيل وافقت على طلب إماراتي في منتصف الصيف بتزويدها بصواريخ سبايدر الاعتراضية التي تنتجها شركة رافائيل، لكنهما امتنعا عن تقديم مزيد من التفاصيل بسبب الطبيعة الحساسة للصفقة.
وقال مصدر ثالث إن الإمارات حصلت على تكنولوجيا إسرائيلية تهدف إلى صد هجمات الطائرات المسيرة مثل تلك التي ضربت عاصمتها أبو ظبي في وقت سابق من هذا العام.
وامتنعت وزارة الدفاع الإسرائيلية وشركة رافائيل عن التعليق، كما لم تعلق وزارة الخارجية الإماراتية على الأمر.
ولم يتضح بعد عدد الصواريخ الاعتراضية التي ستباع للإمارات، أو ما إذا قد تم شحن أي منها حتى الآن، علما بأنه يمكن إطلاق صواريخ سبايدر من منصات مثبتة على مركبات وتستخدم للدفاع ضد التهديدات ما بين قصيرة وطويلة المدى.
وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستزود الإمارات بأنظمة دفاع جوي، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي (البرلمان) رام بن باراك إن هناك تعاونا واسعا مع الإمارات، لكنه رفض الإدلاء بأي تعليق إضافي أثناء حديثه للإذاعة الإسرائيلية.
سلسلة هجمات
وحسب رويترز، فقد وجدت الإمارات أنها بحاجة إلى تعزيز قدرات دفاعها الجوي بعد سلسلة من الهجمات على الدولة الخليجية باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين.
وجرى بالفعل اعتراض معظم هذه الهجمات، لكن إحداها أوقعت 3 قتلى مدنيين في أبو ظبي.
وقال دبلوماسيون أجانب إن تلك الضربة أثارت قلق وانزعاج قادة الإمارات التي طالما تفاخرت بأمنها واستقرارها في منطقة مضطربة.
وقالت مصادر على دراية بالأضرار التي ألحقتها الهجمات إن محطة تحت الإنشاء في مطار أبو ظبي تعرضت أيضا لهجوم، مما أدى إلى إصابة عمال مدنيين.
وذكرت بعض المصادر أن بعض الصواريخ والطائرات المسيرة على الأقل حلقت على ارتفاعات منخفضة، لتحاشي الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) وصواريخ باتريوت الاعتراضية التي اشترتها الإمارات من الولايات المتحدة.
خصائص المنظومة
وتقول شركة رافائيل إن صواريخ سبايدر يمكنها الدفاع عن مساحات شاسعة من تهديدات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والمقاتلات الهجومية والطائرات المروحية والقاذفات.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ -الذي زار الإمارات في يناير/كانون الثاني الماضي- إن إسرائيل تدعم احتياجات الإمارات الأمنية.
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إنه شعر بالصدمة من الهجمات، وإن إسرائيل تقف إلى جانب الإمارات.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن معظم الضربات.
وتقاتل الإمارات جماعة الحوثي في إطار تحالف عسكري تقوده السعودية ويسعى لإعادة الحكومة الشرعية المخلوعة إلى السلطة.
وقالت المصادر إن إسرائيل والإمارات أبرمتا صفقة الصواريخ الاعتراضية في منتصف الصيف.
أولويات عربية جديدة
ونقلت رويترز أن هذا الاتفاق يعزز الانطباع بأن الأولويات الوطنية بالنسبة لبعض الدول العربية -مثل الأمن والاقتصاد- طغت على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
وحسب هذه المصادر، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تدفعان الدول العربية لربط أنظمة دفاعها الجوي للتصدي بشكل أفضل لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.
وأفادت رويترز في يوليو/تموز الماضي بأن هذا الاقتراح قوبل بمقاومة من بعض الدول العربية التي لا ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الدول المشاركة تعمل على مزامنة أنظمتها من خلال اتصالات إلكترونية عن بعد.
وفي يوليو/تموز الماضي قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات إن بلاده منفتحة على أي شيء يحميها من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ طالما أن ذلك ذو طبيعة دفاعية ولا يستهدف دولة ثالثة.
المصدر: قناة الجزيرة