مثلت القاذفات في القرن العشرين إحدى أكثر الأسلحة البعيدة المدى خطورة وأكثر الطائرات المقاتلة تسليحًا ثقيلًا في العالم، حيث نمت أحجامها بشكل كبير خلال الحرب العالمية الثانية، وانحسر الدور التقليدي للقاذفات بشكل كبير، مع اعتماد الغالبية العظمى من القوات الجوية على مقاتلات متعددة المهام أو مقاتلات هجومية متقدمة لمهام قصيرة ومتوسطة المدى أرض- جو.
نذكر أخطر 5 قاذفات استراتيجية في العالم:
1- "تو-160 إم" الروسية
تعد من فئة القاذفات الأكثر قدرة في سلاح الجو الروسي. " تو-160 إم" تم تصميمها لإحداث ثورة في قدرات التسليم النووي عبر القارات للقوات الجوية السوفيتية، وقبل تفكك الاتحاد السوفيتي أنهى البرنامج تاركا روسيا بأسطول مكون من 17 طائرة فقط. ومع ذلك، تم تحديث القاذفات على نطاق واسع، مع استئناف الإنتاج الذي تم الإعلان عنه في عام 2015 لتسهيل عمليات التسليم الجديدة للقوات الجوية الروسية اعتبارا من ديسمبر/ كانون الأول 2023، وتفتخر القاذفة بسرعة لا مثيل لها تتجاوز 2 ماخ، ولديها مدى اشتباك يقدر بنحو 5000 كيلومتر باستخدام رادار قادر على التخفي من صواريخ كروز "كيه إتش-101/102" التي تم اختبارها على نطاق واسع في سوريا وأوكرانيا.
وتحظى الطائرة "تو160 إم" بتقدير كبير بسبب سرعتها العالية وقدرتها على التحمل مع حمولة أسلحة عالية المدى وطويلة المدى، والتي من المقرر أن تستكمل بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت قيد التطوير حاليا.
2- "بي 2" الأمريكية
انضمت "بي 2" إلى القوات الجوية الأمريكية في عام 1997 بعد عشر سنوات من تشغيل "تو 160إم الروسية"، واستخدمت تصميما ثوريا للجناح الطائر الشبح مما جعلها من بين أكثر الطائرات المقاتلة قدرة على البقاء في العالم. تم تصميم القاذفة لتكون قادرة على توجيه ضربات نووية ولا يزال مدى الطائرة وقوتها النارية وقدراتها على التخفي هائلة للغاية.
على الرغم من أن قدرتها على الاستمرار في الخدمة في عام 2023، لا تزال موضع شك بسبب التقدم في تقنيات الرادار والتدابير المضادة للحرب الإلكترونية في 40 عاما منذ تصميم الطائرة. تعاني الطائرة "بي 2" من عدد من نقاط الضعف الكبيرة، أبرزها متطلبات الصيانة القصوى والتكاليف التشغيلية مما يعني أنها تقضي وقتا أطول بكثير على الأرض لكل ساعة في الجو أكثر من أي طائرة مقاتلة أخرى.
3- "تو-95 إم أس" الروسية
حلقت الطائرة "تو-95" أول مرة خلال الحرب الكورية عندما كان الاتحاد السوفييتي لا يزال بقيادة جوزيف ستالين، وفي معظم فترات الحرب الباردة مثلت الفئة الوحيدة في البلاد من قاذفات المدى العابرة للقارات مع أكثر من 500 هيكل طائرة. طراز"تو-95" في الخدمة اليوم وهي من بين أحدث القاذفات في العالم، حيث تم إنتاجها من أواخر الثمانينيات وحتى عام 1993.
4- "ب-52 إتش" الأمريكية
استمرت طائرة "ب-52 إتش" التي تم بناؤها في الخمسينيات من القرن الماضي في تشكيل العمود الفقري لأسطول القاذفات الأمريكية مع إخراج هياكل الطائرات الجديدة من التخزين لتوسيع الأعداد، واستمر تحديث أسلحة القاذفة، حيث بدأت الطائرة في نشر قاذفات خارجية رباعية جديدة لحمل أسلحة أكبر، مع قدرة كل منها على حمل ما يصل إلى 20 صاروخ كروز من طراز "AGM-86"، يمكنها حمل رؤوس حربية نووية وتقليدية واختراق على مدى يزيد عن 2500 كيلومتر.
5- إتش-6 إن الصينية
تعد "إتش-6 إن" أقدم تصميم لهيكل طائرة قاذفة لا تزال في الخدمة، وكانت لعقود من الزمان هي فئة القاذفات التشغيلية الوحيدة التي لا تزال في الإنتاج التسلسلي حيث قامت الصين بإدخال أكثر من 270 هيكلًا للطائرة والتخلص التدريجي من النماذج القديمة.
وفي حين تم تطوير المتغيرات المتخصصة للحرب الإلكترونية، وضربات صواريخ كروز المضادة للسفن، كان أحد أكثرها تميزًا "إتش-6 إن" المصممة لإطلاق الصواريخ الباليستية ضد الأهداف الأرضية والسفن الحربية. شوهد طراز "إتش- 6 إن" لأول مرة بوضوح في أبريل / نيسان 2022، وقدم قدرة فريدة في إلقاء قوة نيران هائلة ضد أهداف عبر غرب المحيط الهادئ، حسب مجلة "military watch" المتخصصة بالشؤون العسكرية.
المصدر: سبوتنيك