أحالت وزارة الدفاع الهولندية أسطولها من مقاتلات "إف-16" إلى التقاعد رسمياً بعد أكثر من 45 عاماً من الخدمة، لتعلن بذلك نهاية حقبة من الزمن لهذه الطائرة الأسطورية.
وقد لعبت طائرات "إف-16" دوراً حاسماً في العمليات العسكرية المحلية والدولية على حد سواء، وقد تم استبدالها الآن بمقاتلات متطورة من طراز "إف-35"، وهي طائرات مقاتلة من الجيل الجديد.
دخلت طائرة "إف-16" الخدمة مع القوات المسلحة الهولندية لأول مرة في 6 يونيو 1979. وعلى مدار العقود الأخيرة، أثبتت الطائرة قدراتها المتنوعة وموثوقيتها، وذلك في الدفاع عن المجال الجوي الهولندي والأوروبي وفي المهام العسكرية الدولية.
وشاركت مقاتلات "إف-16" الهولندية في عدة عمليات دولية، بدءاً من عام 1993 خلال الصراع في يوغوسلافيا سابقاً، حيث شاركت الطائرات في مهام بقيادة حلف شمال الأطلسي. وفي وقت لاحق، شهدت الطائرة عمليات واسعة النطاق في أفغانستان بين عامي 2002 و 2014 كجزء من عملية الحرية الدائمة وقوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان "إيساف". وفي عام 2011، ساهمت طائرات "إف-16" من هولندا في عمليات نفذها حلف الناتو في ليبيا، وفي الفترة من 2014 إلى 2018، لعبت الطائرات دوراً في الحرب ضد داعش في العراق وسوريا في إطار عملية "العزم الصلب".
ومع ذلك، لم يخل تاريخ الطائرة الطويل من الحوادث. ففي الفترة ما بين 1980 و2006، وقع 45 حادث تحطم لطائرات F-16، مما أدى إلى فقدان 36 طائرة و15 طياراً. ولكن منذ عام 2006، لم تقع حوادث تذكر.
تجدر الإشارة الى انه سيستمر استخدام طائرات "إف-16" الهولندية في تدريب الطيارين في رومانيا، حيث توجد 14 طائرة من أصل 18 طائرة في الخدمة بالفعل. ولن يقتصر التدريب على الطيارين الرومانيين فحسب، بل سيتم تدريب الطيارين الأوكرانيين أيضاً، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية المستمرة لهذه المقاتلة.
وفي مبادرة أخرى لتعزيز الدعم، تعهدت هولندا بالتبرع بطائرات "إف-16" المتبقية لديها إلى أوكرانيا، حيث سيتم استخدامها في الصراع الدائر مع روسيا.