تشهد ميادين العمليات في وقتنا الراهن تطورات متسارعة يصعب التنبؤ بها، وأصبحت الجاهزية التامة لأداء المهام عنصراً جوهرياً في تحقيق النجاح. ومن المتوقع أن تدور مواجهات المستقبل في ميادين أكثر تنوعاً وتعقيداً من أي وقت مضى، ميادين حقيقية وافتراضية، ثابتة ومتحركة، تشمل الجو والبر والبحر، وهو الأمر الذي يتطلب تعزيزاً بالأفكار السريعة والذكاء الفائق، وتقديمها عبر تكتيكات مرنة وسريعة الاستجابة.
ومن هذا المنطلق، ليست القوات البرية استثناءً في الواقع الجديد، فهي تتطلب جيلاً جديداً من المركبات المدرعة الأسرع، والأكثر تنوعاً وقدرة على الحركة، مع تميزها بالقدرات الهجومية والدفاعية المتطورة.
*تعزيز قدرة القوات البرية ومرونتها التكتيكية
وقد تمكنت شركة الجسور الإماراتية من تلبية العديد من المتطلبات المستقبلية، باعتبارها شركة متخصصة في المركبات المدرعة، تتبع لقطاع المنصات والأنظمة في مجموعة (إيدج)، حيث إنها تزود القوات المسلحة الإماراتية بمركبات المشاة البرمائية القتالية ربدان8×8، ذات التقنيات والابتكارات المتقدمة متعددة الاستخدامات، لتوفر بذلك حماية أكيدة للقوات على خطوط المواجهة الأمامية عبر تعزيز قدرة القوات البرية ومرونتها التكتيكية.
ويسهم أسطول الشركة من آليات ربدان في الارتقاء بقدرات القوات المسلحة في هذا المجال، عبر تزويدها بالميزة التنافسية المطلوبة حين تستدعي الحاجة.
تعتمد شركة الجسور على تجاربها وخبراتها الممتدة طوال عقود في تصنيع الآليات وتصميمها، بالإضافة إلى التدريب والملكية الفكرية، لضمان أن تلبي مركبات ربدان8×8 أقصى المتطلبات التشغيلية لدى القوات المسلحة الإماراتية.
*نظم الحماية والتسليح
تتميز مركبات المشاة البرمائية القتالية ربدان بتصميم حديث مستوحى من منصة (ARMA) الهجومية، وهي مصنوعة وفق أكثر المعايير الدولية صرامة، لتمكين تخصيصها وفقاً لمتطلبات المستخدم النهائي.
تتيح منصة المركبة للعملاء خيار تركيب نظام أسلحة من العيار الثقيل (مدفع يصل عياره إلى 105 ملم) عليها، كما أن تصميمها المدرع يوفر حماية عالية المستوى للجنود من الانفجارات والمقذوفات والصدمات، فهي مزودة بأنظمة حماية بالستية مع نظام تدريع إضافي وأنظمة حماية من الألغام تحت العجلات وهيكل العربة، وحماية شاملة ضد العبوات الناسفة من مسافة قصيرة. وتحتوي ربدان كذلك على أنظمة حماية من المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية ومزودة بنظام إخماد حرائق أوتوماتيكي.
*المعدات القياسية الرئيسية
زُودت مدرعة ربدان بمعدات قياسية رئيسية كنظام تحسين رؤية السائق، ونظام التوعية بالظروف المحيطة، ونظام مركزي لنفخ الإطارات، وعجلة قيادة مدعومة بنظام هيدروليكي مع قابلية التوجيه والتحكم للمحورين الأول والثاني، ونظام مكابح هوائية مانعة للانغلاق وتفريغ هوائي مستقل لمكابح التوقف، بالإضافة إلى احتوائها على ونش ذاتي للقطر.
*مواصفات ومميزات لأداء مثالي على كافة التضاريس
وبالاعتماد على نهج مستقبلي في تصنيع المنصات الأرضية التي تلبي الاحتياجات المستقبلية لدولة الإمارات وأسواق تصديرها، تم بناء مركبات ربدان8×8 بنظام مرن يقاوم مختلف الظروف، حيث يلبي محرك المركبة التوربيني سداسي الأسطوانات والذي تبلغ قوته 600 حصان متطلبات المهام المتنوعة على مختلف التضاريس، كما يعمل محرك المركبة بالديزل، وبنظام تبريد مائي، أما بالنسبة إلى ناقل الحركة، فهو أوتوماتيكي 6 سرعات +1.
وتتوفر هذه المركبة المدرعة بإعدادات متنوعة، وهي مصممـة بثمانـي عجلات لتحقيق أهدافها في مختلف التضاريس، وتتسع لطاقم يضم 11 فرداً في الخطوط الأمامية، كما تتميز بقدراتها العالية في التنقل على التضاريس البرية بسرعة تصل إلى أكثر من 100 كم/ساعة بمدى قيادة يصل إلى 700 كلم، مع قدرتها على التسلق السهل للمنحدرات بنسبة 60%، والانحدار الجانبي بنسبة 30%.
كما تتميز مركبة ربدان بقدرتها على التنقل في المياه بسرعة 9 كم/ ساعة، حيث يتم دفعها عبر نفاثتين مثبتتين أسفل الهيكل.
ويبلغ وزن المركبة القتالية نحو 30000 كلغم، أما طولها فيبلغ 8 أمتار، فيما يبلغ عرضها نحو 3.25 متر، أما بالنسبة إلى ارتفاعها فيصل إلى 3.35 متر فوق الهيكل. كما تبلغ المسافة الصغرى بين المركبة وسطح الأرض نحو 0.4 متر، ويمكنها اجتياز العقبات العمودية بنحو 0.7 متر، واجتياز الخنادق بـ 2 متر.
*الدعم الفني
تدعم شركة الجسور مركبات ربدان8×8 القتالية المدرعة بحزمة متكاملة من الخدمات العسكرية المتكاملة التي تشمل الدعم الفني المتخصص للعملاء في الموقع، وعمليات الإصلاح والتجديد والصيانة الوقائية والتصحيحية، وتزويد العملاء بقطع الغيار، والتدريب التشغيلي والتقني على المركبات لمدة 20 عاماً، مع إمكانية تخصيص المركبات وتعديلها محلياً.
وتتوقع شركة الجسور أن ينمو الطلب على آليات ربدان8×8 المدرعة في الأسواق الناشئة عبر آسيا والشرق الأوسط نظراً إلى التسارع الكبير الذي يشهده برامج التحديث الدفاعي على مستوى العالم الآن، والتوجه نحو استبدال أساطيل المركبات القديمة بنماذج متطورة.
المصدر: مجلة الجندي