تسعى شركتان أوروبيتان عملاقتان للصناعات العسكرية إلى الفوز بطلبية قيمتها 400 مليار روبية (4.8 مليار دولار) لبناء غواصات في الهند، حيث تتطلع الدولة الجنوب آسيوية لتعزيز قوتها البحرية لمواجهة الوجود البحري الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
يقيّم المسؤولون الهنود حالياً العروض المتنافسة لبناء الغواصات الست في البلد. قدمت شركة "تيسين كروب" (Thyssenkrupp AG) الألمانية عرضاً مع شركة "مازاغون دوك شيب بيلدرز" (Mazagon Dock Shipbuilders Limited)، ومقرها في مومباي، فيما قدمت شركة "نافانتيا" (Navatia) الإسبانية عرضاً آخر بالشراكة مع "لارسن آند توبرو" (Larsen & Toubro)، شركة صناعة السفن الخاصة، وفقاً لمسؤولين هنود رفيعي المستوى مطلعين على التطورات طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المحادثات.
ستختار القوات البحرية الهندية أفضل وأكبر نقل مُقدَّم للتكنولوجيا، وفقاً للمطلعين على الأمر. قالت وزارة الدفاع، عند الإعلان عن المناقصة في يوليو، إنها تتوقع نقل التكنولوجيا الأساسية إلى شركات صنع السفن الهندية، فضلاً عن تزويد الغواصات بنظام دفع مستقل للهواء، وهي تكنولوجيا تساعد الغواصات التقليدية على البقاء تحت الماء لفترة أطول.
تبحث الهند عن بديل موثوق للمعدات العسكرية القادمة من روسيا- أكبر مورد أسلحة لها- العالقة في حرب طويلة الأمد في أوكرانيا، والتي تواجه عقوبات فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها. الهند هي أحد أعضاء "الحوار الأمني الرباعي" (Quad) الذي يضم اليابان والولايات المتحدة وأستراليا، وتعتبر الهند نفسها مركزاً للتصنيع، وتضغط لنقل التكنولوجيا اللازمة لبناء المعدات العسكرية المتطورة، مثل الطائرات الحربية والغواصات.
*أسطول متهالك
بينما عززت بكين قوتها البحرية في السنوات الماضية، لم يعد أسطول الغواصات الهندية المتهالك كافياً لردع التواجد الصيني في المحيط الهندي.
قالت الحكومة الهندية إن القوات البحرية تحتاج إلى 24 غواصة تقليدية على الأقل، لكنها تملك حالياً 16 غواصة فقط، يتجاوز عمر معظمها 30 عاماً، وُيرجح إخراجها من الخدمة في السنوات القليلة المقبلة.
في يوليو الماضي، أصدرت وزارة الدفاع الهندية مناقصة تدعو مُصنعي المعدات العسكرية على مستوى العالم إلى تصميم وتطوير وتصنيع غواصات تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء، إما بالتعاون مع "مازاغون دوك" أو "لارسن آند توبرو"- أحد أكبر شركات البناء في الهند- والتي تمتلكهما الدولة.
قالت وزارة الدفاع الهندية عند إعلانها المناقصة العالمية إن الهدف هو بناء قدرات محلية بشكل تدريجي لتصنيع نظم أسلحة متطورة.