تواجه المقاتلتان الأكثر إنتاجًا لدى الغرب، الأمريكية "إف 35" من الجيل الخامس والفرنسية "رافال" من الجيل الرابع، مجموعة واسعة من مشكلات سلسلة التوريد التي تمنعهما من تلبية الطلب المحلي والأجنبي بالسرعة المطلوبة.
تشير التوقعات إلى انخفاض حجم إنتاج "إف 35"، على الرغم من أنه الأكبر بين المنافسين، بأكثر من 50 مقاتلة عن 156 مقاتلة هذا العام، والذي يعتبر أقل من الهدف الأصلي أيضا، ومع ذلك فإن القوات الجوية للولايات المتحدة، لا تتوقع أن تحصل على هدفها المنخفض للغاية هذا العام.
نتجت التخفيضات في إنتاج "إف 35" عن مشكلات تتعلق بترقيات البرامج للطائرة، وشهدت "J-20" الصينية ارتفاعا في معدلات التسليم إلى القوات الجوية الصينية، مع توقع تسليم 80-100 مقاتلة هذا العام - ونحو 120 في عام 2024.
أكد جاي مالاف، المدير المالي لشركة لوكهيد مارتن، في يوليو/ تموز، أن هناك حاجة إلى استثمار واسع عبر سلسلة التوريد لزيادة الإنتاج بشكل ملموس بما يتجاوز الهدف الحالي المتمثل في 156 طائرة سنويًا، وأن العديد من العوامل التي تقيد الإنتاج، كالنقص الحاد في المواهب والخبرات القادرة على إنتاج منتجات معقدة عالية التقنية في الولايات المتحدة، قد تستغرق سنوات لمعالجتها.
مُنعت الإمارات العربية المتحدة من شراء طائرات "إف 35" بعد أن رفضت الضغط الأمريكي لإنهاء التعاون مع شركة الاتصالات الصينية "Huawei"، كما أن حقيقة مبيعات المقاتلة كانت محاطة باستمرار بفضائح الفساد كانت عاملاً بارزًا آخر.
شهدت "رافال" الفرنسية، والتي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الطلب، مشاكل في سلسلة التوريد تقوّض إنتاجها مما زاد من صعوبة معالجة الطلبات. وحذرت شركة "Dassault Aviation" في منتصف شهر يوليو: "هذا الوضع له تأثير على تطوير وإنتاج طائراتنا، بينما نحتاج إلى تكثيف الجهود للوفاء بالتزاماتنا".
الشركة عندها طلبيات متراكمة لـ 160 مقاتلة رافال، الغالبية العظمى منهم للتصدير، إذ كانت "رافال" لا تحظى بشعبية كبيرة في سنواتها الأولى مقارنة مع مقاتلات مثل الروسية "سو 30" والأمريكية "إف 16"، بحسب مقالة نُشرت في مجلة "فورس إيندكس العسكرية".
تتمتع "رافال" بعدد من المزايا مقارنة بـ"إف 35"، بما في ذلك مشكلات أقل في الأداء والموثوقية، ومع ذلك ، فإن الإمكانات القتالية للطائرة الفرنسية أدنى بكثير.
تأتي مشكلات سلسلة التوريد وسط قضايا صناعية أوسع تؤثر على التصنيع الغربي عالي التقنية في قطاعات متعددة وزادت من آثارها بشكل متزايد في وقت التوترات الجيوسياسية، إذ يقوم الخصوم، مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية، بتحسين وتطوير تصنيع أسلحتهم المتقدمة بشكل سريع.