قالت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء إنها نجحت في وضع قمر صناعي للتجسس في المدار وستطلق عدة أقمار صناعية أخرى "في فترة زمنية قصيرة" لتأمين قدراتها الاستطلاعية ضد كوريا الجنوبية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) التي تديرها الدولة إن كوريا الشمالية أطلقت قمرا صناعيا للاستطلاع يسمى "مالليغيونغ -1" على نوع جديد لصاروخ "تشيولليما-1" من موقع الإطلاق في دونغتشانغ-ري على الساحل الغربي في الساعة 10:42 مساءً يوم الثلاثاء.
وجاء النجاح المزعوم بعد محاولتين فاشلتين للإطلاق في مايو وأغسطس على التوالي. وجاء ذلك وسط تكهنات متزايدة بأن روسيا ربما زودت كوريا الشمالية بالتكنولوجيا العسكرية مقابل تلقيها إمدادات من المعدات العسكرية والذخائر من كوريا الشمالية لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
وقالت الوكالة في بيان باللغة الإنجليزية إن "الصاروخ الحامل تشيولليما-1 طار بشكل طبيعي على طول مسار الرحلة المحدد مسبقا ووضع بدقة قمر الاستطلاع مالليغيونغ-1 في المدار عند الساعة 22:54:13 بعد 705 ثوان من الإطلاق".
وأضافت أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون شاهد عملية الإطلاق في الموقع وهنأ المسؤولين والعلماء والفنيين الذين شاركوا في الاستعدادات لعملية الإطلاق.
وفي انتظار تحليل مفصل لعملية الإطلاق، لم تؤكد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ما إذا كانت عملية الإطلاق ناجحة. لكنهما أدانتا ذلك باعتباره انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة التي تحظر أي اختبار باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وردا على عملية الإطلاق، قالت سيئول إنها ستستأنف أنشطة الاستطلاع والمراقبة حول الحدود بين الكوريتين، كما تعهدت باتخاذ خطوات لتعليق جزء من الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين لعام 2018 والتي تهدف إلى الحد من التوترات الحدودية ومنع الاشتباكات العرضية.
ودافعت كوريا الشمالية عن الإطلاق الأخير باعتباره حقها "المشروع" في تعزيز "قدراتها على الدفاع عن النفس" وتعهدت بإطلاق عدة أقمار صناعية إضافية للتجسس "في فترة قصيرة من الزمن"، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية "إن (الإطلاق) سيقدم مساهمة كبيرة في تعزيز الاستعداد الحربي للقوات المسلحة للجمهورية".
وقال مسؤول في سيئول إن الإطلاق الأخير لكوريا الشمالية يمكن اعتباره نجاحا فعليا عندما "يدور القمر الصناعي حول الأرض في المدار عدة مرات".
وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إنها تجري تحليلا شاملا لخصائص الصاروخ، بينما تعهدت بأن تحافظ سيئول وواشنطن على وضع دفاعي "قوي".
وقالت هيئة الأركان المشتركة في رسالة نصية للصحفيين إن "إطلاق كوريا الشمالية قمرا صناعيا عسكريا يشكل عملا استفزازيا ينتهك بشكل صارخ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تحظر استخدامها لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية وكذلك التعاون العلمي والتكنولوجي".
وأضافت أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان نشرت مدمرات من طراز إيجيس بالقرب من مسار الرحلة المخطط له مسبقًا لاكتشاف وتتبع القمر الصناعي لكوريا الشمالية وتبادل المعلومات ذات الصلة بعد وقت قصير من الإطلاق.
وجاء الإطلاق في يوم الثلاثاء قبل ساعات من بدء فترة إطلاق مدتها 10 أيام كانت كوريا الشمالية قد قدمتها لليابان في وقت سابق كتحذير للسلامة، قائلة إنها ستطلق صاروخا فضائيا يحمل قمرا صناعيا في وقت ما بين الأربعاء والأول من ديسمبر.
وبعد الإطلاق، قال مجلس الأمن الوطني الرئاسي في كوريا الجنوبية (NSC) إنه سيتخذ خطوات لتعليق جزء من الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين لعام 2018.
وأنشأت الاتفاقية مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بالقرب من الحدود بين الكوريتين تتضمن حظرا على إطلاق المدفعية والتدريبات البحرية وأنشطة المراقبة لمنع الاشتباكات بين الكوريتين.
من جانبه قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تدين "بشدة" إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ، والذي وصفه بأنه انتهاك "صارخ" لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة.
وأعربت سيئول وواشنطن عن قلقهما بشأن استعدادات بيونغ يانغ لإطلاق قمر صناعي للتجسس بمساعدة تكنولوجية من روسيا بعد قمة نادرة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون سيك خلال مقابلة إعلامية يوم الأحد إنه من المعتقد أن كوريا الشمالية تغلبت على مشاكل المحرك في قمرها الصناعي بمساعدة روسيا.
ويعد قمر التجسس العسكري من بين الأسلحة عالية التقنية التي تعهدت كوريا الشمالية بتطويرها لتعزيز قدرتها الدفاعية، والتي تشمل أيضًا صواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب وغواصة تعمل بالطاقة النووية.
وجاء إطلاق الثلاثاء بعد ساعات من وصول السفينة الحربية يو إس إس كارل فينسون إلى قاعدة بحرية في مدينة بوسان بجنوب شرق البلاد.
المصدر: وكالة يونهاب للأنباء