استخدمت القوات المسلحة الروسية، خلال عملياتها في أوكرانيا، نظام الدفاع الجوي بعيد المدى "إس-400 (S-400)" في عملية إطلاق صواريخ 40N6 لاستهداف عناصر على مدى يصل إلى 400 كيلو متر، بعد إقرانها بنظام الإنذار المبكر والتحكم الجوي "أيه-50 (A-50)" لزيادة "الوعي الظرفي" ضد الأهداف، بحسب Military Watch Magazine.
ويوفر مسار صاروخ 40N6، الذي يصعد إلى ارتفاعات قريبة جداً من الفضاء قبل أن يهبط نحو هدفه، قدرات "لا مثيل لها" لضرب الأهداف وتحييد المقذوفات القريبة من حدود مداه على ارتفاع منخفض يصل إلى 5 أمتار فوق الأرض.
وتسمح قدرات الصاروخ 40N6 لوحدات "إس-400" باستهداف الطائرات ذات التوجه المنخفض وصواريخ "كروز" على مسافات طويلة، بطريقة لا يستطيع أي نظام دفاع جوي غير روسي القيام بها.
ورغم دخول منظومة "إس-400" الخدمة مع الجيش الروسي منذ أكتوبر 2018، فضلاً عن تصديرها إلى الصين في 2019، إلا أن صاروخ 40N6 لم يُختبر في ساحة القتال قبل ظهوره في أوكرانيا أوائل نوفمبر الجاري.
**اقتران ناجح
وأكد مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية، لوكالة "تاس"، استخدام صاروخ 40N6 في ساحة القتال بأوكرانيا، وإقرانه بطائرة "أيه-50"، مشيراً إلى أن منظومة "إس-400" أطلقت صواريخ مضادة للطائرات برؤوس موجهة نشطة، وجرى إصابة الهدف بنجاح.
وجرى إطلاق الصواريخ على مسافات قصوى لضرب أهداف على ارتفاع حوالي 1000 متر، فضلاً عن استخدام "رؤوس حربية جديدة" في الاشتباك.
وينشر الجيش الروسي طائرات "أيه-50" بأعداد قليلة نسبياً، إذ إنه رغم حصولها على ترقيات لا تزال تتمتع بدرجات محدودة من الاستعداد القتالي. ومع ذلك فإنها تحمل في المتوسط رادارات يقترب حجمها من ضعف نظيراتها الغربية ما يوفر درجات عالية جداً من "الوعي الظرفي" والسماح لها بتقديم بيانات الاستهداف.
والوعي الظرفي يعني الاستعانة بمجموعة واسعة من المعلومات عن مهام إدارة ساحة المعركة وعناصر البيئة المحيطة بالهدف ومكوناتها وتغيير المسار وفقاً لأي مستجدات، اعتماداً على تخطيط العمليات والمهام القتالية، والتنسيق بين الوحدات، والتبادل الآمن للمعلومات حول موقع قوات العدو.
وتحمل طائرات "ميج-31 (MiG-31)" الاعتراضية أكبر رادار لطائرة قتالية تكتيكية، وهو أكبر بستة أضعاف من حجم رادار AN/APG-68 الخاص بالطائرة الأميركية "إف-16"، والذي تم تصميمه لتوفير وعي ظرفي عالٍ جداً ضد الأهداف الأرضية التي تحلق على ارتفاع منخفض.
**معدل إنتاج ضخم
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولون روس إن موسكو تنتج صواريخ "أرض - جو" بمعدل أكبر من جميع الدول الأخرى مجتمعة. وسمحت تلك القدرة لموسكو بتسليم أنظمة "إس-400" إلى كل من بيلاروس والهند، بمعدل مرتفع للغاية، مع توسيع قواتها في الوقت نفسه، وتطوير الصواريخ التي استخدمتها خلال العمليات في أوكرانيا.
وتمكنت روسيا من تحقيق هذا الحجم من الإنتاج إلى حد كبير، بفضل بناء 3 منشآت رئيسية جديدة بينها الجناح الجديد لمصنع "أوبوخوف" في سانت بطرسبرج، ومصنع "أفيتيك" في كيروف الذي تم تحديثه بالكامل، ومصنع "إن إم بي في نيجني نوفجورود".
وسمح الحجم الهائل الحالي لإنتاج صواريخ أرض-جو بتجهيز أفواج جديدة متعددة من صواريخ "إس-400" للخدمة سنوياً، إلى جانب إنتاج أنظمة أخرى طويلة المدى مثل "إس-300 ڤي 4" و "إس-500".
وسمحت قدرات "إس-400" التي تجمع بين القدرة على الحركة العالية والوعي الكبير بالموقف مع نطاق اشتباك طويل للغاية، بتهديد طائرات العدو المقاتلة على مناطق واسعة جداً، في حين وفرت أيضاً دفاعاً واسع النطاق ضد جميع أنواع الهجوم الصاروخي التكتيكي، بينها الصواريخ فرط الصوتية.
وتوسعت منظومة "إس-500" الأحدث في القدرة على التعامل مع جميع أنواع الهجوم الصاروخي التكتيكي، برغم من أنها أقل تحسيناً للاشتباك مع الطائرات القتالية التكتيكية، ولكنها توفر قدرات دفاعية ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والأقمار الصناعية والطائرات الفضائية وفئات أسرع من الأسلحة فرط الصوتية.
ويتوقع أن يتجاوز عدد وحدات "إس-400" في روسيا الـ60 في الفترة من 2027-2028.
وجرى دمج 40N6 على نطاق واسع عبر الوحدات الحالية مع معدلات إنتاج للصاروخ تشير التقديرات إلى أنها تجاوزت 300 صاروخ سنوياً.
المصدر: الشرق للأخبار