يستثمر عدد من دول العالم بكثافة في أنظمة المدفعية المتقدمة لتلبية الطلبات المتزايدة، إذ شرعت بعض الدول في تبني برامج لاستبدال وتحديث أنظمتها القديمة، الأمر الذي سيعيد تشكيل سوق المدفعية عالمياً، وفق دراسة لمؤسسة "جلوبال داتا" البريطانية.
وتوقعت الدراسة التي جاءت بعنوان "سوق أنظمة المدفعية العالمية 2023-2033" أن تؤدي هذه الموجة من التحديث إلى دفع الإنفاق التراكمي على أنظمة المدفعية إلى 153 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، على أن تبلغ ذروته في القيمة السوقية بحلول العام الأخير من هذه الفترة إلى 16.6 مليار دولار، بحسب موقع "Army Technology".
كما يسلط التقرير الضوء على الدور الذي تلعبه المدفعية ذاتية الحركة وظهور الذخائر الذكية في هذه المرحلة الجديدة.
*مدافع ذاتيةالحركة
وأشار المحلل المتخصص في مجال الطيران والدفاع فيناياك كاماث، إلى أهمية المدفعية ذاتية الحركة في هذا التحول العالمي. لافتاً إلى أنه "من المتوقع أن يشهد قطاع المدفعية ذاتية الحركة أكبر قدر من الإنفاق خلال الفترة المتوقعة. ويرجع ذلك في الأساس إلى مزاياها مقارنة بأنظمة المدفعية المقطورة من حيث القدرة على التنقل وعلى النجاة بفضل قدرتها على إطلاق النار والهروب.
وتبرز الولايات المتحدة كأكبر منفق في قطاع المدفعية ذاتية الحركة بإجمالي يقدر بـ9.7 مليار دولار في شراء أنظمة مثل "M109A7 Paladin" والمدافع طويلة المدة من الجيل التالي "ERCA" على مدى السنوات العشر المقبلة.
وأشار التقرير إلى تركيز الدول المتزايد لتقليل الاعتماد على الواردات وإنشاء قدرات التصنيع والصيانة المحلية، كما أن الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات اللاحقة على عمليات نقل الأسلحة، أجبر العديد من الدول على التوجه للداخل.
وتطرح الهند على سبيل المثال، أنظمة محلية مثل مدفعية "Dhanush" المقطورة، ومنصات "ATAGS" بدلاً من الوحدات القديمة "FH77" الموجودة في الخدمة منذ الثمانينيات، إضافة إلى ذلك، تورد الشركات الهندية أنظمة القاذفات"Pinaka" لإطلاق الصواريخ المتعددة "MRLS" لتعزيز قدراتها المدفعية.
*ذخائر ذكية
ومن التطورات الجديرة بالملاحظة في مجال المدفعية الاهتمام المتزايد بالذخائر الذكية التي تعد بإحداث ثورة في قدرات أنظمة المدفعية. وباستخدام الذخائر الذكية، يمكن لأنظمة المدفعية تنفيذ مجموعة متنوعة من مهام إطلاق النار التي كانت في يوم من الأيام خارج نطاق المدفعية التقليدية.
كما تطرح شركة "إس آر سي SRC" ومقرها الولايات المتحدة أنظمة حرب إلكترونية يمكن إطلاقها من خلال قذائف مدفعية عيار 155 ملم، مما يتيح اعتراض الإشارات وتشويشها في عمق أراضي العدو.
وسلط كاماث الضوء أيضاً على الجهود العالمية لتطوير أنواع مختلفة من الذخائر الذكية، مشيراً إلى أنه: "يتم حالياً تنفيذ مبادرات تطوير مماثلة لأنواع أخرى من الذخائر الذكية من قبل دول مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وسيؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على منصات الإطلاق في المستقبل القريب، بما في ذلك المدفعية المقطورة والمدفعية ذاتية الحركة والمدفعية البحرية".
المصدر: الشرق للأخبار