أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، في كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، في مدينة فلاديفوستوك الروسية، أن بلاده تعمل على تصنيع أسلحة تعتمد على "مبادئ فيزيائية جديدة".
وصف بوتين هذا النوع من الأسلحة بأنه "سيضمن أمن أي بلد في المستقبل القريب ونعمل على تحقيقه"، وتعتمد الأسلحة المصنعة بخواص فيزيائية فريدة على استخدام التكنولوجيات ومبادئ التشغيل الحديثة نوعيا أو غير المستخدمة سابقا، وتشمل هذه الأنواع أسلحة الليزر والأشعة فوق الصوتية والترددات الراديوية وغيرها.
ما هي الأسلحة التي تعتمد على مبادئ فيزيائية وأنواعها؟
تعرّف وزارة الدفاع الروسية هذا النوع من الأسلحة، على أنه شكل جديد من الأسلحة الذي يعتمد تأثيره المدمر على عمليات وظواهر لم تستخدم سابقا لأغراض عسكرية.
ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين، شملت هذه الأسلحة ما يلي:
1- أسلحة الطاقة الموجهة:
تضم (أسلحة الليزر، والمسرعات، والميكروويف، والأسلحة التي تعمل بالموجات فوق الصوتية، والمصممة لتدمير أو تعطيل القوى العاملة للعدو، أو معداته، أو منشآته وبنيته التحتية المحصنة)، وجميع أنواع أسلحة الطاقة الموجهة الخالية من القصور الذاتي عمليًا، وباستثناء الأسلحة التي تعمل بالموجات فوق الصوتية، فهي لحظية، وقد تم تحقيق أعظم النجاحات" في هذا الاتجاه " من خلال تطوير أسلحة الليزر.
2- الأسلحة الكهرومغناطيسية:
وتضم الترددات الفائقة المعتمدة على الليزر، والتي يتم تحقيق خصائصها التدميرية من خلال استخدام "تيار قوي ونابض عادة من الإشعاع البصري الكهرومغناطيسي المتماسك الموجود في بعض أنواع الليزر، أو الإشعاع البصري غير المتماس".
3- الأسلحة غير الفتاكة:
مصممة لتعطيل الأسلحة والمعدات والعتاد والأفراد دون إلحاق خسائر لا يمكن إصلاحها لهم، ويقسم الجيش الروسي هذه الأنظمة إلى أنظمة مضادة للأفراد، ومضادة للمعدات/ العتاد، وأنظمة مشتركة مضادة للأفراد/ مضادة للمعدات/ العتاد.
وتشمل هذه الأسلحة المختلفة المصممة لتحل محل الأدوات الحالية التي تستخدمها أجهزة الأمن المحلية، مثل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والأجهزة والأسلحة التي تعمل بالموجات فوق الصوتية والقمع الإلكتروني، بالإضافة إلى العوامل البيولوجية والكيميائية العسكرية التي يمكن أن تتحلل أو تجعل الوقود عديم الفائدة والمنتجات العازلة والمطاطية وأنظمة الترددات العالية جدًا التي تهدف إلى تعطيل المكونات الإلكترونية اللاسلكية لأسلحة ومعدات العدو.
4- الأسلحة الجيوفيزيائية
(الزلزالية، المناخية، الأوزون، البيئية)، والتي تم تعريفها بشكل جماعي من قبل وزارة الدفاع بأنها "وسائل للتأثير المتعمد على البيئة لاستخدام قوى الطبيعة لأغراض عسكرية".
تم تصميم هذه الأسلحة الافتراضية للعمل ضد المواد الصلبة والسائلة والغازية للكوكب وغلافه الجوي، ويمكن أن تشمل استخدام متفجرات قوية لإحداث الزلازل والانفجارات البركانية والفيضانات وغيرها من الكوارث، بالإضافة إلى تغيير الطقس أو المناخ في أجزاء معينة من الكوكب، ما يؤدي إلى حالات الجفاف والفيضانات والعواصف وما إلى ذلك.
وقد تم تصميم أسلحة الأوزون لإحداث ثقوب في طبقة الأوزون، ما يسبب أضرارا واسعة النطاق باستخدام الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الفضاء عبر مناطق جغرافية شاسعة. وتصنف الأسلحة البيئية على أنها تلك المصممة لاستهداف الغابات أو المحاصيل أو المياه أو الهواء أو موارد الترب.
5- الأسلحة الإشعاعية:
التي يعتمد تأثيرها المدمر على "استخدام المواد المشعة القادرة على تسميم القوى البشرية بالإشعاعات المؤينة دون حدوث انفجار نووي"، أو عن طريق مواد قاذفة للإشعاع يتم الحصول عليها من بقايا الوقود النووي، أو عن طريق تعريض العناصر الكيميائية لتدفق النيوترونات، ويمكن تركيب هذه الأسلحة داخل القذائف، والقنابل التي يتم إسقاطها من الجو، والرؤوس الحربية الصاروخية، وغيرها من الذخائر التقليدية، وهي مصممة لتلويث البيئة لعشرات إن لم يكن مئات السنين.
6- الأسلحة الجينية
نوع من الأسلحة القادرة على إتلاف الجهاز الجيني (الوراثي) للبشر، من خلال استخدام الفيروسات ذات الخصائص المطفرة، فضلا عن "الطفرات المشتقة من مصادر طبيعية عن طريق التخليق الكيميائي أو التكنولوجيا الحيوية".
وهي أساليب تستخدم لإحداث أضرار أو تغييرات في الحمض النووي، ويعتبر هذا النوع من الأسلحة المحتملة خطيرًا بشكل خاص في ضوء "عدم القدرة على التنبؤ بعواقب" استخدامها، في تقدير الجيش الروسي.
"أسلحة البلازما"... خبراء عسكريون يحددون نوعية هذه الأسلحة
أشار نائب رئيس الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية دكتور العلوم العسكرية، كونستانتين سيفكوف، إلى أن الأسلحة القائمة على مبادئ فيزيائية جديدة تنطوي على استخدام تقنيات تشغيل جديدة وروسيا لديها بالفعل أسلحة مماثلة.
مضيفا: "إذا كانت أنظمة الأسلحة الموجودة تعتمد على المبدأ الحركي: أي جسم - رصاصة، أو مقذوف، أو صاروخ - يتسارع ويصيب الهدف، فإن الأسلحة القائمة على مبادئ فيزيائية جديدة هي عوامل ضارة أخرى، مختلفة تمامًا. وعلى وجه الخصوص، نبض كهرومغناطيسي، ليزر، شعاع من الجسيمات المشحونة أو المحايدة".
من جهته، أشار الخبير العسكري يوري كنوتوف، إلى سلاح واعد يمكن أن يحل محل الصواريخ ممثلا بـ"أسلحة البلازما" لتدمير أهداف جوية، مؤكدا على تطوير روسيا لأسلحة الليزر والكهرومغناطيسية والأسلحة فوق الصوتية.
ووصف الخبير العسكري، أليكسي سوكونكين، هذا النوع من الأسلحة أنه "سلاح موجي ذو طيف إشعاعي لم يستخدم في أي مكان. إنه سلاح ميكروويف يستخدم ليس فقط للتشويش على قناة الراديو، ولكن من الناحية النظرية لخلق تيارات مبعثرة في الأنظمة الإلكترونية التي تعطل الإلكترونيات".
المصدر: سبوتنيك