من المرجح أن يضم الجيش المغربي إلى ترسانته العسكرية المقاتلة الشبحية "إف-35" التي تصنعها شركة "لوكهيد ماتن" الأمريكية، كأول دولة إفريقية وعربية ستحصل على هذا النوع من الطائرات التي تنتمي إلى مقاتلات الجيل الخامس وتصنف كأفضل مقاتلة في العالم وتمتلكها دول قليلة فقط، وفق ما أوردته مصادر متخصصة.
في هذا الصدد، أفاد موقع "BULGARIANMILITARY" البلغاري، المتخصص في أخبار التسلح والدفاع، بأن "المملكة المغربية ستستفيد من علاقاتها مع إسرائيل من أجل الحصول على هذه المقاتلات الأمريكية التي تتحفظ واشنطن على توريدها لبعض الدول"، مضيفا أن "الموضوع ناقشه بيلي غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وعبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، خلال لقاء جمع بينهما في نونبر 2021".
وكانت تقارير إعلامية إسبانية قد أبدت تخوفها من قرب حصول الرباط على هذا النوع من المقاتلات الأمريكية المتطورة التي يصعب رصد تحركاتها من طرف الرادارات بسبب توفرها على نظام للتخفي، موردة أن "ضم هذه المقاتلة للسرب الجوي المغربي سيربك التوازن العسكري في المنطقة".
هشام معتضد، خبير في الشؤون الاستراتيجية، قال إن "استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتزويد القوات المسلحة الملكية بمقاتلات إف 35 يندرج في إطار رغبة واشنطن في تعزيز التعاون العسكري مع الرباط وتقوية الشراكة الاستراتيجية الدفاعية والأمنية مع المغرب، بغية تنزيل خريطة الطريق المشتركة بين البلدين".
وأضاف المتحدث عينه أن “ثقة الإدارة الأمريكية في مؤسسات الدولة المغربية ومصداقية الجيش المغربي، إضافة إلى المكانة التي تحظى بها القوات الجوية المغربية على المستويين الاقليمي والقاري، كلها عوامل ساعدت المسؤولين الأمريكيين على الدفاع عن تزويد القوات المسلحة الملكية بهذا النوع من المقاتلات”.
“الحصول على هذا النوع من المقاتلات سيمكن المغرب ليس فقط بكونه أول دولة إفريقية ستحصل على أحدث ما أنتجته الصناعة الحربية الأمريكية في هذا الصنف من الطائرات؛ ولكن سيتيح للعناصر العسكرية المغربية المتخصصة في قيادة المقاتلات من الالتحاق بالأقلية الدولية من الجيوش على مستوى التعامل مع هذا الصنف من الطائرات الحربية والاستحواذ عليها”، يؤكد معتضد.
وأوضح أن “حصول المغرب على هذا السلاح سيعزز بدون شك التفوق الاستراتيجي للجيش المغربي في المنطقة وسيؤثر بدون شك على التوازنات العسكرية فيها، خاصة أن سلاح الجو المغربي كان دائما المحور الحيوي ومصدر قوة القوات المسلحة الملكية المغربية على الميدان في مختلف التحديات القتالية والعسكرية”، وزاد أن “توريد هذا النوع من المقاتلات سيمكن سلاح الجو المغربي من تحيين خططه الاستراتيجية وتحركاته التكتيكية، بالإضافة إلى إعادة خلق رؤية جديدة في تدبيراته العملياتية”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “قرار دعم الجيش المغربي بهذا النوع من المقاتلات ليس قرار سياسيا فقط أو تعاونا أمنيا ودفاعيا طبيعيا بين الرباط وواشنطن، بل هو توجه ينبثق من رؤية البلدين الاستراتيجية من أجل خلق ديناميكية عرضية ومتداخلة بين مختلف قطاعات التعاون الحيوي بين البلدين لتحقيق أهداف الشراكة الاستراتيجية لمحور الرباط-واشنطن”.
من جهته، أكد محمد شقير، خبير عسكري، أن “إمكانية حصول المغرب على طائرات الشبح الأمريكية من طراز إف 35 هو أمر طبيعي؛ بالنظر إلى حجم التعاون العسكري والأمني بين البلدين الذي تترجمه مناورات الأسد الإفريقي التي تعقد بشكل سنوي على أراضي المملكة، بمشاركة الجيشين الأمريكي والمغربي”.
وأضاف المتحدث عينه أن “واشنطن سبق أن زودت حليفها المغرب بأسراب من مقاتلات إف 16 المتطورة التي تمتلكها عدد من الجيوش في العالم”، مبرزا أن “الجيش المغربي أظهر، في عديد المناورات التي جمعته بنظيره الأمريكي، احترافية وتجربة كبيرين بشهادة كبار الضباط والقادة العسكريين الأمريكيين؛ وهو ما يؤهله للتعامل مع أحدث الأسلحة”.
وخلص شقير إلى أن “الرباط لها حظوظ كبرى في الحصول على أحدث الأسلحة والتكنولوجيات العسكرية الأمريكية”، موضحا أن “واشنطن حريصة على تسليح حليفتها الرباط، لضمان تفوقها العسكري في المنطقة، خاصة في ظل التسابق العسكري مع الجزائر التي تسعى بدورها إلى الحصول من حليفتها موسكو على طائرات سوخوي-57”.
المصدر: هسبريس